السبب وراء ظاهرة التخلف
السبب وراء ظاهرة التخلف
اختلف الباحثون في تفسير ظاهرة التخلف فرأى البعض أن طبيعة الأقاليم هى المسؤولة، ورأى البعض أن طبيعة النظام السياسي هى المسؤولة، بينما اعتقد البعض أن النظام الاقتصادي هو السبب، وأخيرًا حاول البعض التفرقة بين أنواع التخلف.
من هؤلاء الذين حاولوا تصنيف التخلف الاقتصادي الأمريكي جالبريث، الذي قسم التخلف إلى ثلاثة أنواع وفقًا للمواقع الجغرافية، فوجد أن التخلف في آسيا يرجع إلى عدم كفاية الموارد الطبيعية المحدودة لمواجهة الأعداد الكبيرة من البشر. أما التخلف في إفريقيا فأرجعه إلى عدم الكفاءة البشرية لأن الإفريقيين لم يتعلموا أو يتدربوا على النحو الذي يمكنهم من استغلال الموارد الطبيعية المتوافرة لديهم. وأخيرًا، التخلف في أمريكا اللاتينية الذي وجد بأنه لا يعود إلى نقص في الموارد الطبيعية ولا في كفاءة البشر بل إلى ضعف المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
لذلك، فعلى الرغم من أن العالم الثالث قد خطا خطوات لا يستهان بها نحو التنمية والكرامة البشرية، فلا يزال طريق البشرية نحو التنمية والكرامة التي يستحقها الإنسان طويلًا وشاقًّا.ولذلك فالتنمية مهمة، لأن التخلف وما يواكبه من فقر ليس قدر البشر المحتوم، وأيًّا ما كانت أسبابه فمعالجته لا تستعصي على الفكر النير والإرادة المصممة.
يأتي هذا مع مراعاة ما أثبته التاريخ كما نقله الكاتب عن زعيمة الهند الراحلة أنديرا غاندي من أن “الناس أنفسهم هم الذين يجب أن يقرروا سرعة التغيير الذي يريدونه ولا يمكن أن تحدد السرعة بأمر من الحكومة. حتى عندما يكون الوعي عند الجماهير منخفضًا فليس هناك من وسيلة سوى الصبر والإقناع”.
الفكرة من كتاب التنمية ..الأسئلة الكبرى
عبر السنين ظهرت كمية هائلة من الأدبيات التي سميت ب”علوم التنمية”، فمنها ما درس التنمية من جانبها الاقتصادي ومنها ما اهتم بالعوامل السياسية أو ركز على العناصر النفسية، ومنها ما حلل الجوانب الاجتماعية أو غيرها من الجوانب، لكن هذه الأدبيات جميعًا كتبها اختصاصيون ليقرأها اختصاصيون آخرون، فأصبحت قراءة هذه الكتب بمعادلاتها ورسومها البيانية والجداول والإحصائيات التي احتوتها شاقة الفهم على غير المتخصصين.
من هنا يأتي هذا الكتيب ليناقش التنمية بأسلوب بسيط يمكن للقارئ العادي أن يفهمه، فيقصد بالتنمية التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي نجحت بعض دول العالم دون البعض الآخر في الوصول إليها، فمحصلة الفارق بين حالة المواطن في الدول الصناعية وحالته في دول العالم الثالث هى التنمية. في هذا الإطار يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة الأربعة الأساسية: لماذا، ولمن، وماذا، وكيف ننمي؟
مؤلف كتاب التنمية ..الأسئلة الكبرى
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد حصل على الدكتوراه من جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا وزير للمياه والكهرباء ثم أخيرًا ك
وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.