طاقة إيجابيّة
طاقة إيجابيّة
لقد تبرمجنا منذ طفولتنا على عدم الخوض في الجوانب الجنسية، وبخاصّة من بعد حصّة العلوم تلك!
فحتى المعلّم الذي قد وُكِّل بشرحها كنّا نجده يتوتر ويتلعثم كأنه يشرح موضوعًا فاضحًا! ولهذا فنحن لا نمتلك في ثقافتنا مناقشة الموضوعات الجنسيّة بالشكل المنضبط، مما يؤدي إلى أن البعض يلجأ إلى معرفتها بطرق خاطئة، فنحن إذا لم نثقف أبناءنا بشكل مهذّب ومنضبط، فإنهم حتمًا سيعرفون بطرق أخرى، بل ومن الممكن أن ينجرفوا إلى طريق الانحراف.
إنّ الزواج علاقة متكاملة ودافئة في الأصل، ولذا فإن العملية الجنسية أصلها التفاعل النفسيّ بين الشخص والشخص الآخر، والاختلاط بجسده ومشاعره وأفكاره، فهي بالطبع ليست عملية ميكانيكية ونمطية!
وقد قسّم علماء النفس النشوة الجنسية إلى خمسة مستويات، وهي: النشوة البيولوجية التي تحدث نتيجة للتفاعل الجسدي، والنشوة العاطفية التي تُمثِّل حالة الحبّ والانسجام بين الطرفين، والنشوة الارتجاعية التي تحدث عندما يرى أحد الطرفين شريكه سعيدًا بهذه العلاقة معه، والنشوة الاجتماعية التي تجعل الزوجين متوافقين في حياتهما الاجتماعيّة عمومًا، كأن معاشرتهما لبعضهما أدت إلى استقرارهما الاجتماعي، وأخيرًا النشوة الروحية التي تُحدِث نشاطًا روحيًّا للجنسين.
وتقول الدكتورة فيرتون كولمان في دراستها عن العلاقة الزوجية الإيجابية، إن الاحتضان اليومي بين الشريكين وبخاصّة قبل وبعد الخروج من المنزل يحمل في طيّاته كثيرًا من الراحة والسعادة، بل ويجعل صحّة الزوجين أفضل! لأن عملية التلامس بين الزوجين تولِّد بداخلهما طاقة إيجابية وترفع مستوى النشاط والفاعليّة، كما يعتبر الاحتضان خصوصًا علاجًا نفسيًّا وجسديًّا، فهو يساعد على سرعة الشفاء! وهناك أيضًا منافع كبيرة جدًّا للمعاشرة الزوجية من جهة الشرع، فهي تحفظ النسل وتجعل المرء أقدر على غضّ البصر وتعفّه عن الحرام وتجعله يمارس التمتّع بالنّعمة.
الفكرة من كتاب 146 طريقة للحبّ بين الزوجين
قد تكون الثقافة الجنسيّة موضوعًا لا يُسمح بتناوله وسط مجتمعاتنا، وهذا الكتاب بالتحديد قد يراه البعض يتحدّث عن جانب شخصيّ وخاصّّ للغاية! ولكن كثيرًا من الناس بالفعل يحتاجون إلى هذه الثقافة التي تتعلّق بحياتهم الزوجية، بسبب المفاهيم الخاطئة التي تؤثر في علاقاتهم الجنسيّة بشكل واضح، بل ويجهل البعض معلومات مهمّة قد يؤدي تجاهلها إلى الانفصال أو التكدّس عند محاكم الأسرة!
وفي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على أبرز المشكلات الجنسية وأهم الاحتياجات الإنسانية في العلاقة بين الزوجين، والحلول المقترحة لزيادة الالتئام والانسجام في علاقة الرجل بالمرأة.
مؤلف كتاب 146 طريقة للحبّ بين الزوجين
خليفة محمد خليفة عبد الله المحرزي، مستشار وكاتب ومدرب في مجال الأسرة والعلاقات. ولد في الإمارات، حصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية بدبي عام 2001 وحصل على شهادة الماستر من الجامعة الإسلامية بماليزيا، كما حصل على العديد من الجوائز المجتمعية مثل جائزة الشارقة للعمل التطوعيّ، وقد أسهم في كتابة الكثير من الموضوعات والمقالات الأسرية التي تجاوزت 70 مقالًا وموضوعًا في الجرائد والمجلّات، من مؤلفاته:”للحب ثلاثة أركان“، “الأسرة السعيدة”، “خطوات صغيرة تصنع السعادة الذاتيّة“.