الإشباع العاطفيّ
الإشباع العاطفيّ
إن طباع كل زوج تختلف عن الآخر، فهناك الزوج الرومانسي وهناك الزوج الحنون ويوجد أيضًا الزوج البليد القاسي، أو الذي يتمادى في إهانة زوجته، وهو بذلك لايُقدِّر حجم النعمة الكبيرة التي منّ الله بها عليه، والتي يتمنّاها الكثير من الناس، فالمرأة قد يصيبها الهم والكدر بسبب الطباع الفظَّة الصادرة من زوجها، لأنهاكائن عطوف بحاجة إلى الحبّ في كلّ لحظة! والكلمة الواحدة تعني لها الكثير، ومن المهم إشباع حاجاتها المختلفة، فقد وضّح ماسلو أن المحرك الأساسي للسلوك هو الحاجات الإنسانية التي تنقسم إلى خمسة أمور، وهي الحاجات الفسيولوجية، وحاجات الأمن والحماية، والحاجات الاجتماعيّة، وحاجات احترام الذات، وحاجات تحقيق الذات.
ولا يخفى علينا أن الجانب الحميمي الذي يندرج تحت الحاجة الفسيولوجية للإنسان ضروري جدًّا في علاقة الرجل بالمرأة، فالبعض قد يكره القرب من شريك حياته بسبب أسلوبه في التعامل في أثناء المعاشرة، بل ربما لا يقترب البعض من شركائهم لمدة طويلة من السنوات، وبهذا يعاني الطرفان حرمانًا بسبب هذا الوضع البائس، بل ومن الممكن أن يتم الانفصال، لأن الفتور الحميمي طريق للانفصال، وقد يخجل البعض من وصف معاناته في هذا الجانب للشريك، فيتحمّل ويصبر ويفقد ثقته بنفسه لأنه يعتبر الكلام في هذا الجانب محظورًا، وكذلك قد يعيش أحد الزوجين في حالة من الكسل والإهمال وعدم الاهتمام بالنفس مما يجعل الطرف الآخر لا يجد معه أي متعة في العلاقة الجنسية، بل وتكثر المشكلات وتتفاقم بسبب هذا الوضع.
وفي شريعتنا يتم التعامل مع الإنسان بصورة شاملة لكي تُلبَّى جميع احتياجاته النفسية والعاطفية، فالإشباع الغريزي فطرة يحتاج إليها كلا الجنسين، وقد اهتم علماء ديننا بهذا الموضوع وحرصوا على توضيح جوانبه وآدابه وأسراره.
الفكرة من كتاب 146 طريقة للحبّ بين الزوجين
قد تكون الثقافة الجنسيّة موضوعًا لا يُسمح بتناوله وسط مجتمعاتنا، وهذا الكتاب بالتحديد قد يراه البعض يتحدّث عن جانب شخصيّ وخاصّّ للغاية! ولكن كثيرًا من الناس بالفعل يحتاجون إلى هذه الثقافة التي تتعلّق بحياتهم الزوجية، بسبب المفاهيم الخاطئة التي تؤثر في علاقاتهم الجنسيّة بشكل واضح، بل ويجهل البعض معلومات مهمّة قد يؤدي تجاهلها إلى الانفصال أو التكدّس عند محاكم الأسرة!
وفي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على أبرز المشكلات الجنسية وأهم الاحتياجات الإنسانية في العلاقة بين الزوجين، والحلول المقترحة لزيادة الالتئام والانسجام في علاقة الرجل بالمرأة.
مؤلف كتاب 146 طريقة للحبّ بين الزوجين
خليفة محمد خليفة عبد الله المحرزي، مستشار وكاتب ومدرب في مجال الأسرة والعلاقات. ولد في الإمارات، حصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية بدبي عام 2001 وحصل على شهادة الماستر من الجامعة الإسلامية بماليزيا، كما حصل على العديد من الجوائز المجتمعية مثل جائزة الشارقة للعمل التطوعيّ، وقد أسهم في كتابة الكثير من الموضوعات والمقالات الأسرية التي تجاوزت 70 مقالًا وموضوعًا في الجرائد والمجلّات، من مؤلفاته:”للحب ثلاثة أركان“، “الأسرة السعيدة”، “خطوات صغيرة تصنع السعادة الذاتيّة“.