مع أصحابه
مع أصحابه
وكان بيتُ أبي فهرٍ مفتوحًا دائمًا لتلاميذه وأصحابه ولأصنافٍ مختلفة من العقول والمذاهب، يحاورهم ويعلمهم ويكرمهم، وبرغمِ ما بدا عليه من صرامة وشدة، كانت لديه أبوةٌ حانية ورحمة وروح دعابةٍ تظهر في مواقفه معهم.
ويقول عنه صاحبه الأستاذ الدكتور حسين نصار إن لقب الأستاذ –أي المعلم- هو أليَق الألقاب به وإن لم يمارس التدريس، لكنه كان معلمًا بالممارسة والتوجيه ومذاكرة العلم مع أصدقائه، ويقول عنه الدكتور محمود الطناحي إنه لم يجنِ شيئًا من عرض الدنيا بعمله ومحاربته في ميادين كثيرة بقلمه، لكنه جنى حبًّا كبيرًا من تلاميذه وخرج من بيته علم كثير، وشبَّهه بالخليل بن أحمد الذي قيل عنه إنه في مربد من مرابد البصرة وأصحابه يأكلون بعلمه الأموال، وكان العقاد ينصح تلاميذه بالتعلم منه، وقال: “إذا أردت أن تكون فيلسوفًا بحق، فطريقك إليه الشعر، وإذا أردت شعر العرب، فطريقك إليه محمود محمد شاكر”، وقال عنه: “إنه لا ينظر في النص نظرة ميتة، ولكنه ينظر إلى النص نظرةً حية من عقل حي ونفسٍ حية”، وقال إن كتابه “المتنبي” هو أحسن كتاب عن ذلك الشاعر، وكان من أصحابه الكاتب يحيى حقي، والشاعر محمود حسن إسماعيل، والأديب السوري عصام العطار، والعديد من الكويتيين الذين اعتنوا ببيته حين سُجن، وغيرهم الكثير، وكان يقول إنهم منحوه أملًا في أن يعود إلى هذه الأمة شأنها، وقال مرةً باكيًا: “إن الذي غمرني به أصحابي من الحب والعناية، ومن دخول بيتي بلا تكلُّف أعظم مما أعطيتهم جميعًا”.
الفكرة من كتاب ظل النديم (أوراق وأسمار شيخ العربية محمود محمد شاكر –رحمه الله- التي لم تنشر من قبل)
محمود محمد شاكر، المعروف أيضًا بأبي فهر وبشيخ العربية، هو أديب وشاعر مصري، عُرف بدفاعه عن العربية وعن التراث العربي الإسلامي، ومع هذا الكتاب نتعرَّف على جانبٍ من سيرته ونشأته الفريدة، ونلقي نظرة على طرفٍ من شخصيته ومواقفه وحاله مع أهله وأصحابه، ونتعرَّف على منهجه الخاص في القراءة ودراسة الأدب.
مؤلف كتاب ظل النديم (أوراق وأسمار شيخ العربية محمود محمد شاكر –رحمه الله- التي لم تنشر من قبل)
وجدان العلي: سيد بن علي عبد المعين، أديب وطالب علم مصري، ولد عام 1979. حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتتلمذ لعدد من أهل العلم باللغة العربية والحديث والفقه، ولزم بيت محمود شاكر –الذي يحكي عنه في الكتاب الذي بين أيدينا- أكثر من خمس سنوات.
عمل في الأدب والكتابة والتحقيق التراثي والدعوة إلى الله، ونشِطٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، وله العديد من البرامج التلفزيونية منها: “نوري”، و”الملأ الأعلى”، ومن كتبه: “صادق بكة”، و”عبودية الكون والكائنات” (بالمشاركة مع مؤيد عبد الفتاح حمدان).