نشأةٌ فريدة
نشأةٌ فريدة
ولد محمود شاكر (رحمه الله) في سنة 1909، ونشأ نشأةً فريدة شكلَّت شخصيته المميزة وكان في نشأته أربعة أمور أضفت عليه صفاتٍ خاصة، أولها مكتبة والده الزاخرة بالكتب في شتى العلوم العربية، وكان والده الشيخ محمد شاكر (رحمه الله) وكيل الجامع الأزهر وشيخ علماء الإسكندرية وقاضي القضاة بالسودان، وكان أخوه أحمد شاكر (رحمه الله) قاضيًا وفقيهًا ومن الثقات في علوم الحديث والسنة، والأمر الثاني هو ذاكرة واعية تحفظ كل ما يقرأ، والثالث صحبته لأساتذة كبار من أهل الفكر والعلم والأدب مثل المرصفي والرافعي والمازني، والرابع أنه كان صاحب قضية هي قضية الشعر الجاهلي وصحته وعلاقتها بإعجاز القرآن الكريم.
ويحكي أبو فهر عن نشأته في حديثٍ له مع إذاعة الكويت، فيذكر أن بدايته كانت مختلفة، إذ تعلم في المدارس المصرية بنظام دنلوب –وهو مستشار إنجليزي كان مسؤولًا عن وزارة المعارف- فكره اللغة العربية كرهًا شديدًا رغم نشأته في بيتٍ من بيوت العلم والفصاحة، وكان متفوقًا في الإنجليزية وسائر العلوم ولكنه كان ضعيفًا في العربية، فلما قامت ثورة 1919 بأمواجها المتلاطمة حظي محمود شاكر بحرية وبفرص جديدة وهو في السنتين الثالثة والرابعة من المرحلة الابتدائية؛ فكان يرى كبار الأدباء والكتاب يتردَّدون على بيته، ويحضر خطب الشباب في الجامع الأزهر، ويحضر مجالسهم مع إخوته، فلما سمع منهم عن ديوان المتنبي قرأه وحفظه كاملًا في تلك السن الصغيرة، وأتبعه بقراءة ديوان البارودي، فانقلب حاله مع العربية وأحبها حبًّا شديدًا.
الفكرة من كتاب ظل النديم (أوراق وأسمار شيخ العربية محمود محمد شاكر –رحمه الله- التي لم تنشر من قبل)
محمود محمد شاكر، المعروف أيضًا بأبي فهر وبشيخ العربية، هو أديب وشاعر مصري، عُرف بدفاعه عن العربية وعن التراث العربي الإسلامي، ومع هذا الكتاب نتعرَّف على جانبٍ من سيرته ونشأته الفريدة، ونلقي نظرة على طرفٍ من شخصيته ومواقفه وحاله مع أهله وأصحابه، ونتعرَّف على منهجه الخاص في القراءة ودراسة الأدب.
مؤلف كتاب ظل النديم (أوراق وأسمار شيخ العربية محمود محمد شاكر –رحمه الله- التي لم تنشر من قبل)
وجدان العلي: سيد بن علي عبد المعين، أديب وطالب علم مصري، ولد عام 1979. حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتتلمذ لعدد من أهل العلم باللغة العربية والحديث والفقه، ولزم بيت محمود شاكر –الذي يحكي عنه في الكتاب الذي بين أيدينا- أكثر من خمس سنوات.
عمل في الأدب والكتابة والتحقيق التراثي والدعوة إلى الله، ونشِطٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، وله العديد من البرامج التلفزيونية منها: “نوري”، و”الملأ الأعلى”، ومن كتبه: “صادق بكة”، و”عبودية الكون والكائنات” (بالمشاركة مع مؤيد عبد الفتاح حمدان).