الحكمة
الحكمة
تزداد الحكمة بالارتقاء في مراحل التطور النفسي، والعكس صحيح؛ ولنتعرف أولًا على صفات الحكمة: (المعرفة، وتحمل الغموض، وإدراك السياق، والمنظور).
المعرفة مهمة للغاية، فالمعلومات هي المادة الخام للفهم، ولا بد أن يتوافر لديك معطيات ومعلومات كافية ومتجدِّدة كي تتمكَّن من فهم الأمور بشكل صحيح، بدلًا من أن تقدم إصدار أحكام واستنتاجات خاطئة وواهية، فالشخص الحكيم يجب أن ينصت ويكون شغوفًا بتلقي معلومات جديدة.
أما تحمل الغموض فيعني أن نسمح لأنفسنا بدرجة من اللاأدرية، أي ألا نحكم على الأشياء بشكل نهائي؛
وأما إدراك السياق فيعني أن ندرك أنه باختلاف السياق يختلف حل الموقف ويختلف تقديره؛
وأخيرًا المنظور، ويعني إدراك تعدُّد زوايا النظر، فمن الطبيعي أن الدنيا لن تسير طبقًا لوجهة نظرك فقط، والشخص الحكيم يحب فهم وجهات النظر الأخرى وفهم مبرِّراتها، وهذه العقلية توسِّع مداركك وقدرتك على فهم الأمور بشكل أفضل، ويمكننا تطوير عقلية المنظور عبر: (التفكير في تفكيرك، والتفكير بعقول أخرى، وقراءة وكتابة القصص، والتعاطف، والاستماع، وأن تكون باحثًا)، سنتناول تفسير بعضها: القصص والروايات الأدبية تسهم في أن تدرك وجهات نظر أخرى، وتفكر بعقول أخرى؛ والتعاطف يساعدك على أن تضع نفسك مكان الآخرين وتتفهَّم معاناتهم وزوايا نظرهم؛ وأما أن تكون باحثًا فيعني ألا تعجز عن التفكير فيما هو أبعد من الإجابة النموذجية.
الفكرة من كتاب إنسان بعد التحديث
جيني وايلي فتاة لم تعِش طفولتها كالأطفال، فقد حبسها والداها طوال أعوام في غرفة دون أن تختلط مع أحد، أو تندمج مع العالم الخارجي، وحيدة تمامًا دون راديو أو تلفزيون أو ألعاب، أو إحساس بجو الأسرة. إلى أن جاء يوم ومرضت أمها وخرقت القاعدة واصطحبت جيني معها إلى المستشفى، فرأى أحد عمال الخدمة الاجتماعية تصرُّفات جيني المريبة، فاتصل بالشرطة وأبلغهم أن هذه الفتاة يحصل لها أمر مريب، فجاء رجال الشرطة وفتشوا البيت وانكشف الأمر وتم القبض على الأبوين.
ما يخصنا في هذه القصة هو أن جيني كانت موضع بحث وتجارب مهمًّا جدًّا لعلماء النفس والاجتماع، فقد وجد العلماء أن هناك مناطق لم تنمُ جيدًا في مخ جيني لعدم تمرين واستعمال هذه المناطق، وكانت تصرفات جيني أنانية وغريبة، فهي لم تعرف معنى المشاركة، وكانت تهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص، وهذا ما عاشته حتى أصبح عمرها 13 عامًا، وهنا يثور التساؤل: كيف يتطور الإنسان منذ ولادته؟ قد يكون هناك إنسان أفضل من آخر في شيء ما لأن الظروف والعوامل ساعدته على أن يتطوَّر في هذا الشيء.. وهذا ما سيحدِّثنا الكتاب عنه.
مؤلف كتاب إنسان بعد التحديث
شريف عرفة: هو فنان الكاريكاتير، وكاتب في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي.
حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي، وماجستير إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية، وبكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان.
درس إعداد البرامج التدريبية، وقدَّم عددًا من البرامج التلفزيونية، وحاضَر في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والشركات، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لأعماله.
تم ترشيحه لجائزة الصحافة العربية، وفاز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة “مانيسيا ميسير” للكاريكاتير الصحفي.
من مؤلفاته: “أن تكون نفسك”، و”لماذا من حولك أغبياء؟”، و”تخلَّص من عقلك”، وله ملخصات في موقع وتطبيق أخضر، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “لماذا من حولك أغبياء؟”.