الهوية
الهوية
لكلٍّ منا هوية جماعية، وهي انتماؤه إلى جماعة أو طائفة ما، ولكن أيضًا لا بد من وجود هوية فردية للشخص، والهوية الذاتية هي ذلك المزيج المعقَّد من قيمك وأفكارك واهتماماتك، وإلخ؛ والهوية الفردية موجودة بشكل أفضل وأعمق لدى الإنسان المُستنير ثم الإنسان المستقل، ويمكن تطوير الهوية الفردية عن طريق: (الاختيارات الصعبة، والتعرف على عيوبك، والاحتفاء بمميزاتك، وكولاج الشخصية، كتخيُّل نفسك في المستقبل، وأن تكون مثلك الأعلى)، وسنخوض في كل نقطة منها الآن.
بالنسبة للاختيارات الصعبة فهي تعني باختصار: ألا تكون حياتك خالية من التحديات والهزات الفكرية، فهذه التحديات تساعد على التطوُّر النفسي وبلورة الهوية الفردية، وأسهل طريقة لخوض هذه التحديات هي القراءة فيما يخالف معتقداتك ومسلماتك.
أما عن معرفة عيوبك فلا بد أن تتعرَّف على عيوبك وتتصالح معها، وتسمع آراء الناس فيك من باب العلم بالشيء.
وأما بالنسبة للاحتفاء بمميزاتك فهناك ما يسمى بالقوى الإنسانية، ولا بد أن تعرف قواك الإنسانية -أي مميزاتك- وتحتفي بها، وذلك سيساعدك على تكوين هويَّتك الفردية، وقد رشَّح المؤلف هذا الموقع الخاص به والذي يمكنك من خلاله إجراء اختبار مجاني لمعرفة قواك الإنسانية: (drsherif.pro.viasurvey.org)
وأما عن كولاج الشخصية فكولاج تعني تجميع صور متنوعة ولصقها، وهذا تدريب يساعدك على تكوين هويتك الفردية.
وأما تخيُّل نفسك في المستقبل فهذا التدريب سيساعدك على فهم نفسك بشكل أعمق، وتخيُّل نفسك في سيناريوهات مختلفة، وتخيُّل نفسك فيما تحب أن تصبح في المستقبل.
وأخيرًا أن تكون مثلك الأعلى، فتتخيَّل نفسك في أفضل حالاتك وتكتب كيف ستكون.
الفكرة من كتاب إنسان بعد التحديث
جيني وايلي فتاة لم تعِش طفولتها كالأطفال، فقد حبسها والداها طوال أعوام في غرفة دون أن تختلط مع أحد، أو تندمج مع العالم الخارجي، وحيدة تمامًا دون راديو أو تلفزيون أو ألعاب، أو إحساس بجو الأسرة. إلى أن جاء يوم ومرضت أمها وخرقت القاعدة واصطحبت جيني معها إلى المستشفى، فرأى أحد عمال الخدمة الاجتماعية تصرُّفات جيني المريبة، فاتصل بالشرطة وأبلغهم أن هذه الفتاة يحصل لها أمر مريب، فجاء رجال الشرطة وفتشوا البيت وانكشف الأمر وتم القبض على الأبوين.
ما يخصنا في هذه القصة هو أن جيني كانت موضع بحث وتجارب مهمًّا جدًّا لعلماء النفس والاجتماع، فقد وجد العلماء أن هناك مناطق لم تنمُ جيدًا في مخ جيني لعدم تمرين واستعمال هذه المناطق، وكانت تصرفات جيني أنانية وغريبة، فهي لم تعرف معنى المشاركة، وكانت تهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص، وهذا ما عاشته حتى أصبح عمرها 13 عامًا، وهنا يثور التساؤل: كيف يتطور الإنسان منذ ولادته؟ قد يكون هناك إنسان أفضل من آخر في شيء ما لأن الظروف والعوامل ساعدته على أن يتطوَّر في هذا الشيء.. وهذا ما سيحدِّثنا الكتاب عنه.
مؤلف كتاب إنسان بعد التحديث
شريف عرفة: هو فنان الكاريكاتير، وكاتب في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي.
حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي، وماجستير إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية، وبكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان.
درس إعداد البرامج التدريبية، وقدَّم عددًا من البرامج التلفزيونية، وحاضَر في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والشركات، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لأعماله.
تم ترشيحه لجائزة الصحافة العربية، وفاز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة “مانيسيا ميسير” للكاريكاتير الصحفي.
من مؤلفاته: “أن تكون نفسك”، و”لماذا من حولك أغبياء؟”، و”تخلَّص من عقلك”، وله ملخصات في موقع وتطبيق أخضر، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “لماذا من حولك أغبياء؟”.