السخرية
السخرية
تعد السخرية من أرقى الدفاعات النفسية، لأنها قرار يتخذه الشخص ليتعالى على مشكلة خارج نطاق تأثيره؛ فلا تكسره، حيث تعد السخرية وسيلة دفاعية ضد مصاعب الحياة، ونحن نتحدث هنا عن نوع من السخرية يسمى “السخرية الوجودية”، وهو أن تسخر من مصاعب الحياة ومفارقاتها، وليس أن تسخر من نفسك فتهينها وتذلَّها، أو تسخر من الآخرين لإذلالهم وإهانتهم لتشعر بأنك أعلى منهم.
وكما أن للضحك فوائد صحية عديدة، فللسخرية الوجودية فوائد كذلك، فهي تساعدك على مواجهة مشاكلك وعدم الخوف منها، إذ إن سخريتك من مشاكل ومصاعب حياتك ستجعلك تستصغرها تلقائيًّا وأنت تسخر منها، فمثلًا: أنت في عشاء مع العائلة وخطيبتك قرَّرت فسخ الخطبة فجأة أمامهم، ماذا ستقول؟ يمكنك أن تستخدم السخرية الوجودية وتقول: “أخيرًا إفراج!”، وهذه الطريقة ستجعلك تتخطَّى المواقف الحرجة والصادمة كهذه.
ولتطوير السخرية الوجودية: (اضحك على نفسك، واسخر من الحياة، واسخر من أحلك المواقف)، أن تسخر من نفسك لا يعني أن تهين وتذل نفسك، بل يمكنك أن تسخر من عيوبك لتستصغرها وتتساهل معها، فقم بكتابة عيوبك التي تضايقك في ورقة، وابدأ محاولًا السخرية منها؛ وأن تسخر من الحياة أي أن تسخر من المواقف اليومية التي لا تلتفت إليها بينما هي تحتوي جانبًا كوميديًّا يمكنك أن تسخر منه؛ أما وأن تسخر من أحلك المواقف فهذا سيساعدك على تخطِّي هذه المواقف الحالكة واستصغارها واستسهالها.
الفكرة من كتاب إنسان بعد التحديث
جيني وايلي فتاة لم تعِش طفولتها كالأطفال، فقد حبسها والداها طوال أعوام في غرفة دون أن تختلط مع أحد، أو تندمج مع العالم الخارجي، وحيدة تمامًا دون راديو أو تلفزيون أو ألعاب، أو إحساس بجو الأسرة. إلى أن جاء يوم ومرضت أمها وخرقت القاعدة واصطحبت جيني معها إلى المستشفى، فرأى أحد عمال الخدمة الاجتماعية تصرُّفات جيني المريبة، فاتصل بالشرطة وأبلغهم أن هذه الفتاة يحصل لها أمر مريب، فجاء رجال الشرطة وفتشوا البيت وانكشف الأمر وتم القبض على الأبوين.
ما يخصنا في هذه القصة هو أن جيني كانت موضع بحث وتجارب مهمًّا جدًّا لعلماء النفس والاجتماع، فقد وجد العلماء أن هناك مناطق لم تنمُ جيدًا في مخ جيني لعدم تمرين واستعمال هذه المناطق، وكانت تصرفات جيني أنانية وغريبة، فهي لم تعرف معنى المشاركة، وكانت تهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص، وهذا ما عاشته حتى أصبح عمرها 13 عامًا، وهنا يثور التساؤل: كيف يتطور الإنسان منذ ولادته؟ قد يكون هناك إنسان أفضل من آخر في شيء ما لأن الظروف والعوامل ساعدته على أن يتطوَّر في هذا الشيء.. وهذا ما سيحدِّثنا الكتاب عنه.
مؤلف كتاب إنسان بعد التحديث
شريف عرفة: هو فنان الكاريكاتير، وكاتب في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي.
حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي، وماجستير إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية، وبكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان.
درس إعداد البرامج التدريبية، وقدَّم عددًا من البرامج التلفزيونية، وحاضَر في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والشركات، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لأعماله.
تم ترشيحه لجائزة الصحافة العربية، وفاز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة “مانيسيا ميسير” للكاريكاتير الصحفي.
من مؤلفاته: “أن تكون نفسك”، و”لماذا من حولك أغبياء؟”، و”تخلَّص من عقلك”، وله ملخصات في موقع وتطبيق أخضر، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “لماذا من حولك أغبياء؟”.