مفترق الطريق: الاستمرار أم الانفصال؟
مفترق الطريق: الاستمرار أم الانفصال؟
هناك عدة محدِّدات لاتخاذ هذا القرار، وهو قائم على الموازنة بين الفوائد والأضرار، وأول هذه المحدِّدات هو مستوى الخيانة وحجمها، فالتواصل عبر الهاتف يختلف عن اللقاءات وعن إقامة علاقة حميمة، وكذلك حدوثها بشكل عارض يختلف عن استمرار الخيانة وتكرارها، وثاني هذه المحدِّدات هو عمر الطرف الآخر، وهو يشير إلى إمكانية التغيير لدى الشاب أكبر من كبير السن الذي يصعب تغييره، وثالث المحدِّدات هو إمكانية زواج المرأة مرة أخرى، فكلما كان لديها فرصة أكبر للزواج فإن ذلك يؤيِّد قرار الانفصال، ورابع المحدِّدات هو مستوى العلاقة الزوجية، حيث إن الانفصال قبل الدخول بالزوجة أسهل منه بعد الدخول وأقل في الأضرار، وخامس المحدِّدات هو وجود الأبناء ومدى قدرة الأم على تربيتهم، ويرتبط ذلك بعدة عوامل، وهي قدرة الأم على الإنفاق عليهم وقدرتها على العمل لأن ذلك يؤثر في الجانب المادي والنفسي والاجتماعي لدى الأطفال وفي الفرص المتاحة أمامهم، والعامل الآخر هو قدرة الأم على القيام بدورها إضافةً إلى دور الأب، ومواجهة ضغوط الانفصال وأعباء الحياة، وعدم انعكاس ذلك على معاملتها للأبناء.
ما يجب أخذه في الاعتبار إذا ترجَّح قرار الانفصال: ينبغي للمُرشد عدم الجزم في آرائه، ولكنه يقدم الحل اعتمادًا على الموازنة بين المنافع والأضرار وعلى المعلومات المتوافرة لديه، وأن يوجِّه المُسترشد بستر الطرف الآخر وعدم التحدث عن مشكلاته أمام الآخرين، فإن الستر من صفات المسلمين، إضافةً إلى أثره الإيجابي في الأبناء مع إظهار التعاطف وتأكيد أن ذلك لمصلحة الشخص المتعرِّض للخيانة وليس لمصلحة الخائن، وإذا احتار المرشد في اتخاذ قرار الانفصال، فإن الأصل هو استمرار الزواج لما يترتَّب عليه من منافع للزوجين والأبناء والمجتمع.
ما يجب أخذه في الاعتبار إذا ترجَّح قرار الاستمرار: ينبغي للمرشد إخبار المتعرِّض للخيانة أن القرار يصب في مصلحته من خلال المقارنة بين عواقب الانفصال والاستمرار، وأن يحرص على عدم تهوين الخيانة، فهي معصية لله قبل الطرف الآخر، وأن يُوجِّه المسترشد إلى مساعدة الطرف الآخر على التوبة والتغيير، وعزل الأبناء عن المشكلة وتعزيز ثقتهم بوالديهم.
الفكرة من كتاب دليل الإرشاد الأسري: مشكلة الخيانة الزوجية وكيف يتعامل معها المرشد الأسري
الزواج علاقة سامية مقدَّسة، يمر فيها الزوجان بالعديد من الصعوبات والتحديات، ويسيران في الحياة ويواجهان تلك التحديات بهدف الحفاظ على استمرار العلاقة واستقرار الأسرة، ولكن الخيانة تُحدث جُرحًا عميقًا صعب الالتئام، ويقف المرء حينها في صراع بين الانفصال والاستمرار.
يُقدِّم الخبراء في هذا الكتاب ما يُعين المُرشد الأسري في تعامله مع مشكلة الخيانة الزوجية التي تشكِّل نسبة كبيرة من مشكلات طالبي الإرشاد الأسري، من خلال توضيح هذه المشكلة، وما يتعلَّق بها من أسباب وطرق للوقاية وتوجيهات عملية للمرشد الأسري.
مؤلف كتاب دليل الإرشاد الأسري: مشكلة الخيانة الزوجية وكيف يتعامل معها المرشد الأسري
الدليل من إعداد مجموعة من الخبراء والمختصين الحاصلين على درجة الدكتوراه في تخصُّصات علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلوم الشريعة والتربية.