المقصود بالخيانة الزوجية وأسبابها
المقصود بالخيانة الزوجية وأسبابها
تتضمَّن الخيانة أي سلوك -سواء كان لفظيًّا أو عمليًّا- يؤدي إلى الإضرار بالطرف الآخر في ماله أو شرفه أو حياته، ولا تقتصر الخيانة الزوجية على إقامة العلاقة الحميمة، بل تشمل المقابلات والتواصل باستخدام وسائل التكنولوجيا، واعتياد النظر إلى الجنس الآخر، وقد حرَّمتها الديانات السماوية والموضوعة وعاقبت فاعلها، فهي منبوذة وضد طبيعة الإنسان والفطرة السليمة، وفي القانون تُعدُّ الخيانة الزوجية جريمة يُعاقب عليها، وتعني قيام الشخص المتزوج بأي اتصال جنسي مع شخص آخر.
قدَّست الديانات الزواج، وفي الإسلام هو أرقى علاقة، ووصفه القرآن بأنه “ميثاق غليظ” وأوجب احترامه، وتشير الخيانة إلى وجود خلل في العلاقة بين الزوجين، ولا تقتصر آثارها عليهما، بل تؤدِّي إلى تدمير الأسرة وعدم الثقة في نسب الأبناء والسمعة السيئة التي تلاحقهم وتستمر طوال حياتهم، كما أن الطرف الخائن يحتاج إلى زيارة متخصِّص لفحصه وتشخيصه وعلاجه.
يمكن أن تحدث الخيانة الزوجية لأسباب شخصية وأسباب اجتماعية، وتتضمَّن الأسباب الشخصية: ضعف الوازع الديني، وضعف الشخصية وعدم القدرة على التحكُّم في الرغبات، وعدم التوافق الجنسي بين الزوجين، وتعدُّد العلاقات قبل الزواج، ما قد يجعل الشخص يرغب في العودة إليها، أو يقارن بينها وبين علاقته الحالية، أو يدمن على العلاقات، ومن الأسباب الشخصية أيضًا: عدم الرضا بصفات شريك الحياة بسبب الاطلاع على صور لرجال ونساء آخرين أو كثرة حديث الزوج أو الزوجة عن مميزات شخص معين من معارفهما، وكذلك تقدم شريك الحياة في العمر أو إصابته بمرض أو إعاقة، وعدم الاهتمام بالشريك الآخر وتقديم ما يحتاجه من الحب والحنان والتقدير.
تتضمَّن الأسباب الاجتماعية الاختلاط بين الرجال والنساء، وعدم غضِّ البصر، وعدم الالتزام بالحجاب أمام الأقارب، واختلاء الرجل بامرأة أجنبية، وتقدُّم التكنولوجيا وإساءة استخدام وسائلها، حيث يُتيح التواصل عن بعد التحدُّث بهوية مجهولة، والتعبير عن الذات بحرية، والتحرُّر من المسؤولية في العلاقة، ومن الاعتبارات الدينية والاجتماعية، وكل ذلك يسهِّل حدوث الخيانة، إضافةً إلى الاقتداء بالصحبة السيئة التي تهوِّن من شأن الأمور الخاطئة وتحبِّب الخطيئة إلى النفس وتتيح الفرص لممارستها.
الفكرة من كتاب دليل الإرشاد الأسري: مشكلة الخيانة الزوجية وكيف يتعامل معها المرشد الأسري
الزواج علاقة سامية مقدَّسة، يمر فيها الزوجان بالعديد من الصعوبات والتحديات، ويسيران في الحياة ويواجهان تلك التحديات بهدف الحفاظ على استمرار العلاقة واستقرار الأسرة، ولكن الخيانة تُحدث جُرحًا عميقًا صعب الالتئام، ويقف المرء حينها في صراع بين الانفصال والاستمرار.
يُقدِّم الخبراء في هذا الكتاب ما يُعين المُرشد الأسري في تعامله مع مشكلة الخيانة الزوجية التي تشكِّل نسبة كبيرة من مشكلات طالبي الإرشاد الأسري، من خلال توضيح هذه المشكلة، وما يتعلَّق بها من أسباب وطرق للوقاية وتوجيهات عملية للمرشد الأسري.
مؤلف كتاب دليل الإرشاد الأسري: مشكلة الخيانة الزوجية وكيف يتعامل معها المرشد الأسري
الدليل من إعداد مجموعة من الخبراء والمختصين الحاصلين على درجة الدكتوراه في تخصُّصات علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلوم الشريعة والتربية.