شخصيتك/ نفسيتك من لونك
شخصيتك/ نفسيتك من لونك
تدخل الألوان أيضًا في اختبارات تحليل الشخصية، كنوع من أنواع التعرُّف على الأمراض العقلية والنفسية، وكجانب ترفيهي أيضًا لقضاء بعض الوقت، وقد تكون نتائج تلك الاختبارات غير دقيقة إلا إنها ظلَّت تستعمل لفترة كبيرة وتُجرى عليها التجارب والأبحاث لإثبات فاعليتها، ولا يزال يعمل بها إلى الآن، وقد تكون مفضَّلة ومقدَّمة على أي اختبار آخر يعتمد على الكلمات والتحليل، بل وأجريت مثل هذه الاختبارات على الأطفال أيضًا لاكتشاف طباعهم وميولهم، ذلك لكونها أقرب وأسهل وسيلة للتعبير عما بداخلهم وكونهم أكثر استجابة لها، فبعض الاختبارات مثلًا تخبرك أن انحياز أو استخدام الطفل للون البرتقالي يشير إلى التكيُّف والرغبة في الاندماج مع الحياة والمجتمع، وأن الأزرق يشير إلى الأدب والطاعة، ونحو ذلك.
وتركِّز بعض الاختبارات على الفوارق العرقية في تفضيل بعض الألوان على بعض، كسكان المناطق الباردة وسكان المناطق الاستوائية، وبعض الاختبارات تحلِّل وتشخِّص الأمراض النفسية من خلال عرض لوحات ملوَّنة على المرضى، فمثلًا من يُظهِر انزعاجًا أو رفضًا للألوان يُستنتج من ذلك ميله إلى الإصابة بالفصام، أو من خلال عرض مجموعة من الألوان يُطلَب من الشخص ترتيبها، ووفقًا لهذا الترتيب تُستنتج الشخصية، فمثلًا إن جاء تفضيل وتقديم اللون الأحمر البرتقالي فقد يدلنا ذلك على القوة والحيوية أو الإرهاق الجسدي والعقلي، وتقديم الأزرق يدلنا على العزيمة والإنجاز وهكذا، وهناك اختبارات أخرى تكشف سمات الشخصية المنحرفة مثلًا، وهكذا فكل اختبار يحاول المساعدة على معرفة وكشف جوانب من الشخصية بحسب مدلولات ذلك الاختبار ومعاييره التي قد تكون صوابًا أو مجرد تكهُّنات أو تسلية.
الفكرة من كتاب الألوان والاستجابات البشرية
لا بد أنه مر عليك يوم وشاهدت فيلمًا بالأبيض والأسود على شاشة التلفاز، ثم راودك سؤال طفولي ساذج: ترى كيف كانوا يعيشون هكذا؟
بالطبع لم تكن حياتهم بيضاء وسوداء ورمادية، فالألوان لم تكن أبدًا وليدة زماننا، بل إن الإنسان منذ الأزل يستعملها في أمور حياتية عديدة منها ما لا يمكن أن يخطر على بالك أبدًا، إلا إنها في القدم لم تكن تُستعمل للأغراض الجمالية كاليوم، ولم تكن لوحة الألوان موسَّعة، وإنما كانت مقتصرة على ألوان محدَّدة أساسية للتعبير عن أمور معينة.
فقد استعمل الإنسان القديم الألوان للزينة والعنصرية ولتمييز الآلهة، بل وتمييز الشعوب والثقافات والأعراق والطبقات الاجتماعية أيضًا، إضافةً إلى تمييز الطقوس كطقوس الزفاف والموت والبلوغ والنصر والهزيمة والسلام، إلى آخره، ولكلٍّ منها لون ولكلِّ لون دلالة، وما يتخذه بلد ما من لون معين للدلالة على معنى معين قد يتخذه بلد آخر على النقيض، وما زالت استعمالات الألوان على هذا النحو شائعة في بعض البلاد وعند بعض القبائل، بل وحتى في الأوساط العريقة ولدى الطبقات المثقفة، في خلال الفقرات الآتية سنحاول المرور على الآثار العديدة لوجود الألوان واستعمالاتها، والتي سلط الكتاب الضوء عليها.
مؤلف كتاب الألوان والاستجابات البشرية
فيبر بيرين: أحد أبرز المتخصِّصين والمستشارين في مجال الألوان وخصائصها العلمية والتاريخية والفنية، وقد كرَّسَ ٣٠ سنة من حياته في إجراء أبحاثٍ عن الألوان والاستجابات البشرية، ويعمل محاضرًا في مختلف أنحاء العالم، وباعتباره مستشارًا في استخدام الألوان فقد قدم استشاراته لعدد من المؤسسات والشركات الحكومية والمدارس والقوات المسلحة أيضًا.
من مؤلفاته:
Creative Color
Color: A Survey in Words and Pictures
The Symbolism of Color
Principles of Color: A Review of Past Traditions and Modern Theories of Color Harmony.
معلومات عن المترجمة:
صفية مختار: كاتبة وشاعرة ومترجمة، خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس بالقاهرة، ترجمت العديد من الكتب مع مكتبة جرير، وعملت مترجمة مع مؤسسة هنداوي للكتب، نشر لها العديد من الأعمال في صحف مصرية كـ”المصري اليوم”، وجريدة “الشارع”، ولها مجموعة قصصية بعنوان “وسال على فمها الشيكولاتة” عن دار “اكتب” للنشر والتوزيع، ومما ترجمته من الكتب:
معلومات عن المترجمة:
صفية مختار: كاتبة وشاعرة ومترجمة، خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس بالقاهرة، ترجمت العديد من الكتب مع مكتبة جرير، وعملت مترجمة مع مؤسسة هنداوي للكتب، نشر لها العديد من الأعمال في صحف مصرية كـ”المصري اليوم”، وجريدة “الشارع”، ولها مجموعة قصصية بعنوان “وسال على فمها الشيكولاتة” عن دار “اكتب” للنشر والتوزيع، ومما ترجمته من الكتب:
المسار السريع للتسويق.
أقصى إنجاز لبراين تريسي.
المسار السريع للأمور المالية.
كما ترجمت بعضًا من روايات أجاثا كريستي وبعضًا من سلسلة “شوربة دجاج للحياة”، عن دار جرير.