الانسحاب العظيم.. إلى تونس

رفض هتلر فكرة الانسحاب، وأطاع رومل الأوامر في البداية، لكن الخسائر كانت فادحة للغاية لدى القوات الألمانية والإيطالية، إذ لم يعد لدى فيلق البانزر سوى 20 دبابة، ورأى رومل أنه لم يعد لدى الأوامر العليا أي قيمة، لذا أصدر أوامره بالانسحاب فورًا، وبالفعل انسحبت القوات إلى “الفوكة” ثم إلى مرسى مطروح، ثم إلى طبرق ثم إلى مرسى البريقة، وقد فكر رومل كذلك في الانسحاب إلى قابس بتونس لإعادة تنظيم قواته، لكن هتلر رفض ذلك أيضًا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكما هو متوقع، بدأ البريطانيون بقيادة مونتجمري هجومًا عامًّا، وبدأ انسحاب قوات المحور، فاتجهت إلى النوفيلية، ثم سقطت طرابلس في أيدي البريطانيين، وفي هذه الأثناء تلقى رومل قرارًا بإعفائه من مهمته في قيادة الجيش الإيطالي بسبب حالته الصحية، وجعل القيادة تحت إشراف الجنرال “ميسي”، وقد سلمه رومل القيادة حينما انتهى انسحابه ووصل إلى تونس، وكان ذلك في الخامس عشر من فبراير 1943م.

وقد أحرزت قوات المحور انتصارات في تونس باحتلال “سبيطلا” وتكبيد الأمريكيين خسائر شديدة قُدرت بـ150 دبابة و1600 أسير، ثم احتلال قفصة والوصول إلى “ثالا”، لكن ازدادت الضغوط والهجمات من الشرق والغرب، حتى إن رومل قابل موسوليني وهتلر، لكن موسوليني لم يقدر صعوبة الموقف، بينما وصفه هتلر بالمتشائم وأصدر تعليماته بذهاب رومل في إجازة مرضية، وازداد الوضع سوءًا في تونس بعد هجوم شنّه الحلفاء، ليقول رومل: “وكانت صدمة لي أن أعرف أن كل جنودي قد ذهبوا إلى معسكرات الأسرى، ولكن الصدمة الكبرى هي أنني علمت أن ما قمنا به كان مضغة في الأفواه”.

يعتبر إيروين رومل، الذي يُلقب بثعلب الصحراء، أحد أمهر القادة العسكريين في القرن العشرين وخصوصًا في حرب الصحراء ومعارك الدبابات، وكيف لا وهو الذي كانت قواته على بُعد أميال قليلة من الحدود الإسبانية بعد سقوط هولندا وبلجيكا وفرنسا تحت الاحتلال الألماني النازي، وهو الذي استطاع تحويل هزيمة حلفائه الإيطاليين إلى انتصار حاسم في ليبيا أجبر البريطانيين على التراجع حتى العلمين في مصر التي كاد يدخلها.

وبرغم النهاية غير السعيدة، فإن رومل كان شخصية تاريخية مثيرة، سواء من حيث ولاءه لهتلر أو من ناحية دهائه العسكري حتى في أحلك الظروف في شمال إفريقيا أو معركة النورماندي، ويعرض هذا الكتاب مذكرات الفيلد مارشال إيروين رومل في معاركه، وذكريات ابنه معه.

إيروين رومل، هو قائد عسكري ألماني نازي، حاصل على رتبة مشير خلال الحرب العالمية الثانية، وقد خاض معارك ذات أهمية شديدة أبرزها معركة العلمين في الصحراء الغربية بمصر أمام القوات البريطانية بقيادة “مونتجمري”، ومعركة ميدنين بتونس، ومعركة النورماندي.

معلومات عن المترجم:
أيمن محمد عادل: مؤلف وكاتب في المجال الطبي والنفسي، ومن أهم مؤلفاته: كتاب كيف تتغلب على القلق عند الطفل، وكتاب متاعب المعدة والجهاز الهضمي.