نكسة إيطاليا في شمال إفريقيا
نكسة إيطاليا في شمال إفريقيا
في فبراير 1940م ألقى زعيم إيطاليا، بنيتو موسوليني، خطابًا ذكر فيه أن إيطاليا قد وجّهت إلى ليبيا جيشًا قوامه ثلاثمئة وسبعة وعشرون ألف جندي، وأربعة عشر ألف ضابط، وأن هذا الجيش الذي قاده “جرازياني” قد جُهز بكميات ضخمة من العتاد، لكن الحقيقة أنه لم يكن مؤهلًا لأكثر من مواجهة تمرد القبائل، كما أن أغلب وحدات الجيش من المشاة، وهو ما لا يلائم مواجهة عدو كبريطانيا في مكان كصحراء شمال إفريقيا.
وبرغم ذلك، فقد استطاع الجيش الإيطالي الذي تحرك في سبتمبر 1940م، تحقيق انتصارات سريعة مستغلًّا ضعف القوات البريطانية المنهكة، إذ تقدمت من البردية وحتى السلوم، ثم إلى “سيدي براني”، ثم وقع “جرازياني” في خطأ فادح تمثل في توقفه في سيدي براني لأشهر دون أي تقدم، وهو ما أتاح الفرصة للبريطانيين للاستعداد وتجهيز دفاع قوي واستقبال الإمدادات، ليشنّ الجنرال البريطاني “ويفل” هجومه الجوي بضرب المواقع الإيطالية في سيدي براني، كما أبادت المشاة البريطانية بالدبابات ثلاث فرق من المشاة الإيطالية، واستطاعت القوات البريطانية الوصول إلى الحدود الليبية ودحر قوات إيطاليا في “كابوتزو”، وكان ذلك في السادس عشر من ديسمبر 1940.
كما حاصر البريطانيون “طبرق” الليبية في 8 يناير 1941، ولم تصمد المدينة سوى أسبوعين فقط انهارت فيهما دفاعاتها وأُسر نحو 30 ألفًا، ثم احتلوا برقة وبنغازي والعقيلة، وتمت إبادة جيش “جرازياني” بشكل كامل، ولقي السلاح الجوي الإيطالي هزيمة ضخمة خسر بها أغلب طائراته.
الفكرة من كتاب مذكرات رومل
يعتبر إيروين رومل، الذي يُلقب بثعلب الصحراء، أحد أمهر القادة العسكريين في القرن العشرين وخصوصًا في حرب الصحراء ومعارك الدبابات، وكيف لا وهو الذي كانت قواته على بُعد أميال قليلة من الحدود الإسبانية بعد سقوط هولندا وبلجيكا وفرنسا تحت الاحتلال الألماني النازي، وهو الذي استطاع تحويل هزيمة حلفائه الإيطاليين إلى انتصار حاسم في ليبيا أجبر البريطانيين على التراجع حتى العلمين في مصر التي كاد يدخلها.
وبرغم النهاية غير السعيدة، فإن رومل كان شخصية تاريخية مثيرة، سواء من حيث ولاءه لهتلر أو من ناحية دهائه العسكري حتى في أحلك الظروف في شمال إفريقيا أو معركة النورماندي، ويعرض هذا الكتاب مذكرات الفيلد مارشال إيروين رومل في معاركه، وذكريات ابنه معه.
مؤلف كتاب مذكرات رومل
إيروين رومل، هو قائد عسكري ألماني نازي، حاصل على رتبة مشير خلال الحرب العالمية الثانية، وقد خاض معارك ذات أهمية شديدة أبرزها معركة العلمين في الصحراء الغربية بمصر أمام القوات البريطانية بقيادة “مونتجمري”، ومعركة ميدنين بتونس، ومعركة النورماندي.
معلومات عن المترجم:
أيمن محمد عادل: مؤلف وكاتب في المجال الطبي والنفسي، ومن أهم مؤلفاته: كتاب كيف تتغلب على القلق عند الطفل، وكتاب متاعب المعدة والجهاز الهضمي.