التعافي من الأزمات والسير نحو غاية واحدة
التعافي من الأزمات والسير نحو غاية واحدة
يتمتع النبات بالقدرة على تغيير البيئة ليحصل على ما ينقصه من موارد بعد وقوع حوادث كالبركان والفيضان والحرائق والإشعاع النووي، فالنبات يتصف بالمرونة والقدرة على النجاة من الأزمات، وذلك من خلال قيام “الأنسجة المُوَلِّدة” بتكوين أجزاء وأنسجة جديدة، وإذا لم تتسبب الأزمات في تدمير هذه الأنسجة المُوَلِّدة، فإن النبات بإمكانه تحويل الأرض التي تعرضت للدمار، والتعافي من الأزمة.
يمكن غالبًا التنبؤ بالتغيرات التي تطرأ على النظام البيئي، ويُعبَّر عن تلك التغيرات بمصطلح “التعاقب” الذي ينقسم إلى قسمين: التعاقب الأساسي والتعاقب الثانوي، يحدث التعاقب الأساسي على أرض لا توجد بها تربة، أما التعاقب الثانوي يحدث بعد وقوع حوادث منخفضة الشدة لم تُحدث ضررًا بالغًا بالنبات والتربة، ويُحَدِّد نوع النبات الذي سيظهر بعد الكارثة العديد من العوامل، منها أسلوب النبات في البقاء والاستقرار بعد الكارثة، والوقت الذي يقضيه في مراحل حياته المختلفة، وأول ما يظهر من النباتات في التعاقب الأساسي النباتات الرائدة التي تخرج من الأسفلت أو الصخور، وتتميز بالقدرة على النمو في الظروف الصعبة والفقر الشديد للموارد، وتعمل على تحسين خصائص التربة بحيث تُهيِّئ لنمو الأنواع الأخرى التي تحتاج إلى قدر أكبر من الموارد.
تمت ملاحظة ظاهرة تدل على تعاون النبات وهي “السِّرب”، وتعني تحرك عدد من الكائنات في اتجاه واحد، ويظهر ذلك في نمو جذور النبات في اتجاه واحد، ويسهم هذا السلوك في تنظيم التربة وتوفير الغذاء.
الدروس المستفادة: نستطيع أن نتعلم من النبات الصمود في مواجهة الحياة، وتغيير بيئتنا عن طريق التحمل والاستمرار في النمو، بالإضافة إلى الوعي بما يدور حولنا، وهذا الوعي يساعد الفرد على تغيير بيئته وتحسين ظروفه وظروف غيره في المجتمع، ودعم هذا التغيير يحتاج إلى قادة رُوَّاد يتصفون بالاستكشاف والقدرة على الابتكار والنمو والتغيير على الرغم من توافر الموارد أو عدم توافرها.
ؤإن النبات يُبرز لنا أهمية أن يجد الفرد من يجتهد معه في تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى التعاون مع الأشخاص الذي يسيرون في اتجاه واحد لتحقيق غاية تتفق مع غايته.
الفكرة من كتاب دروس من النباتات
تعلمت الكاتبة بصفتها باحثة في النباتات الكثير من الدروس، وتقدم في هذا الكتاب الاستراتيجيات والاستجابات التي تقوم بها النباتات على المستوى الفردي والجماعي لتتكيف مع الظروف المحيطة بها وتحافظ على بقائها، والهدف من ذلك زيادة وعينا بالنباتات والحِكَم التي يمكن أن نستقيها منها، مما يساعدنا على تقديم الدعم للآخرين والكائنات الحية.
مؤلف كتاب دروس من النباتات
بِروندا إل مونتجمري، باحثة في النباتات وأستاذة جامعية في جامعة ولاية ميتشيغان في أقسام الكيمياء الحيوية والكيمياء الجزئية والكائنات الدقيقة والوراثة الجزيئية، وعضوة في مختبر أبحاث النبات في الجامعة، حصلت على درجة الدكتوراه في بيولوجيا النبات من جامعة كاليفورنيا، ودرست الإرشاد والقيادة والأنظمة الأكاديمية والعلمية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
معلومات عن المترجم
الزهراء سامي، تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، عَمِلت في مجال الترجمة، وتعمل حاليًّا مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي.
من أمثلة الكتب التي ترجمتها: “صانع النجوم” – “الطاعون القرمزي” – “مغامرة الرجل الزاحف”.