الوعي بالبيئة والقدرة على التكيف مع تغيرات الحياة
الوعي بالبيئة والقدرة على التكيف مع تغيرات الحياة
القدرة على التكيف هي إحدى خصائص النبات الأساسية، فهو يستطيع التكيف مع التغيرات البيئية المختلفة، ولديه القدرة على تغيير سلوكه ومظهره اعتمادًا على توافر الضوء والماء والغذاء ومستوى الرطوبة، كما يحس بالتغيرات التي تحدث ويستجيب لها، ويتميز النبات بقدرته على جمع الطاقة وتحويلها والاستفادة منها بشكل يتعدى قدرة الخلايا الشمسية، إذ يقوم بامتصاص الضوء بدرجة مناسبة دون أن يتعرض للضرر، ويحقق التوازن من خلال تنظيم آلية جمع الضوء للعمل وفقًا لظروف الضوء، فتعمل مجمعات حصاد الضوء على زيادة الامتصاص في الضوء المنخفض، وتقليله في حالة ارتفاع الضوء، وبذلك يوفر الطاقة اللازمة لأداء المهام الأساسية.
تتواصل أجزاء النبات مع بعضها بعضًا للتصرف حيال تغيرات البيئة، فعندما تستقبل الأوراق ما يكفي من الضوء تُرسل إشارة إلى الساق بالتوقف عن الاستطالة، والعكس يحدث عندما تكون الإضاءة خافتة، فإن الأوراق ترسل إشارة إلى الساق لمزيد
من الاستطالة للحصول على الضوء، ويعبر العلماء عن هذه العملية بمصطلح “تكامل النمو”، الذي يشير إلى أن تكامل أداء الكائن يتوقف على التنسيق بين نمو كل جزء ومهامه.
بالإضافة إلى الضوء يمكن أن يتكيف النبات مع عوامل أخرى كدرجة الحرارة وتوافر الغذاء وضيق المساحة، وهذا ما يُعرف بالمرونة في النمو، وتوجد أيضًا مرونة فسيولوجية أو كيميائية تتم بداخل الخلايا، ويستجيب النبات للتغيرات في التربة وقلة الموارد، وذلك بهدف استخدام ميزانية النبات من الطاقة بشكل يؤدي إلى استمراره في أداء مهامه والحفاظ على بقائه.
الدروس المستفادة: يجب علينا أن نكون واعين ببيئتنا، حتى لو كانت لدينا خطط على المدى البعيد فقد نمر بتغيرات تتطلب منا الاستجابة لها، وعلينا كذلك ممارسة التأمل لنكون في تناغم مع محيطنا ونُدرك بيئتنا وما هو متاح لنا من دعم وموارد والتصرف وفقًا لذلك، وينبغي لنا التخطيط المُحكم لكيفية استخدام طاقاتنا وتوزيعها على المهام المختلفة، مع معرفة المصادر التي يمكن أن نحصل منها على الدعم وتلبية الاحتياجات، فظروف الحياة متغيرة، ولذلك علينا الوعي بالتغيير والتصرف حياله بشكل مناسب.
الفكرة من كتاب دروس من النباتات
تعلمت الكاتبة بصفتها باحثة في النباتات الكثير من الدروس، وتقدم في هذا الكتاب الاستراتيجيات والاستجابات التي تقوم بها النباتات على المستوى الفردي والجماعي لتتكيف مع الظروف المحيطة بها وتحافظ على بقائها، والهدف من ذلك زيادة وعينا بالنباتات والحِكَم التي يمكن أن نستقيها منها، مما يساعدنا على تقديم الدعم للآخرين والكائنات الحية.
مؤلف كتاب دروس من النباتات
بِروندا إل مونتجمري، باحثة في النباتات وأستاذة جامعية في جامعة ولاية ميتشيغان في أقسام الكيمياء الحيوية والكيمياء الجزئية والكائنات الدقيقة والوراثة الجزيئية، وعضوة في مختبر أبحاث النبات في الجامعة، حصلت على درجة الدكتوراه في بيولوجيا النبات من جامعة كاليفورنيا، ودرست الإرشاد والقيادة والأنظمة الأكاديمية والعلمية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
معلومات عن المترجم
الزهراء سامي، تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، عَمِلت في مجال الترجمة، وتعمل حاليًّا مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي.
من أمثلة الكتب التي ترجمتها: “صانع النجوم” – “الطاعون القرمزي” – “مغامرة الرجل الزاحف”.