دراسة النصوص وتلقيها
دراسة النصوص وتلقيها
من الصعوبات التي تواجه الباحثين لقياس نتائج التأثيرات الدقيقة لوسائل الإعلام على الأفراد في مختلف نواحي حياتهم، هو تشابك وتغير حزمة العوامل التي تهيئ العقل أو الإدراك وتؤثر في الفرد قبل وبعد تعرُّضه للوسائل، إضافةً إلى استحالة فصل الوسائل عن البيئة الإعلامية أو عزل الفرد عزلًا تامًّا.
ولكن هناك مناهج حديثة لدراسة مساحات كبيرة من هذا التأثير، والمنهج الأول هو الصورة المعدلة التي تصل عن طريق الوسائل المختلفة إلى الفرد بعد أن تضاف إليها الكثير من التعديلات والتوجيهات لتمثل صورة ما، تكمن صعوبة هذا المنهج في التمثيلات اللانهائية من الصور على الإنترنت وسهولة التفاعل معها، خصوصًا في زمننا، حيث تمَّت عولمة الإعلام، وزادت إمكانية إنتاج المحتوى الدولي الذي لا ينتمي إلى ثقافة واحدة نقية، ولكنه يصدر القيم الرأسمالية الغربية السائدة، ويتم استهلاكه من مختلف الثقافات.
المنهج الثاني هو أبحاث تلقي الإعلام، وهو المجال الذي يبحث طرق تلقي وإنتاج صور الإعلام والتفاعل معها، ويبيِّن ذلك المنهج أن العالم الآن قائم على المشاركة الحية اللحظية للأحداث المتسارعة، وأصبح التفاعل الواقعي معها نادرًا وحلَّ محله التفاعل الافتراضي.
المنهج الثالث هو عالمية التلقي وعدم المساواة فيه، ويبين أن الصور تنقل من ثقافات هجينة متعددة ولكنها مشبعة بالقيم السائدة للرأسمالية، إضافةً إلى أنه بوسع أي فرد يتمتع بقدر قليل من المهارات أن ينتج فيلمًا قصيرًا أو وثائقيًّا يمثِّل الصور التي يريد توجيهها، نظرًا إلى المساحات الكبيرة من الحرية التي وفَّرها الإنترنت.
المنهج الأخير هو المنهج السياسي، ونرى فيه إمكانية الفرد صناعة البيئة الإعلامية الخاصة به بانتقائه للأفكار والآراء ومصادر الأخبار، ودائمًا يعتصره القلق والتخوُّف من تحيُّز بعض المصادر، وأحيانًا يؤدي ذلك إلى اعتزال الجدل السياسي وعدم الثقة بالإعلام، ولكنه يتحوَّل إلى دافعية متعصبة للمشاركة والقيام بتأثير أكبر.
الفكرة من كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
لا يمكن تصوُّر الحياة المعاصرة من دون وسائل الإعلام، فقد تغلغلت في كل مجالات الحياة الاجتماعية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من اليوم العادي لأي فرد، فمنذ أن يفتح عينيه صباحًا حتى يغلقهما ليلًا يتعرَّض لوسائل الإعلام المختلفة، فما المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام؟ وماذا تعني بيئة الإعلام الجديدة؟ وكيف يؤثر الإعلام في الفرد والمجتمع؟ وما الصور التي يمثلها؟
مؤلف كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
أندريا إل برِس: عالمة وباحثة أمريكية الجنسية في علم الاجتماع، حصلت على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧م من جامعة كاليفورنيا، وشغلت عدة مناصب تدريسية في جامعات مختلفة كان آخرها جامعة فرجينيا.
ترتكز اهتمامات أندريا على قضايا الإعلام الحديثة وعلاقتها بالثقافة المعاصرة وتأثيرها في الفرد والأنساق الاجتماعية، إضافةً إلى نشاطها في المجال الحقوقي واتجاهها النسوي المتعصِّب.
لها العديد من الأبحاث والدراسات الإعلامية، وترشَّحت بموجبها لعدة جوائز، ومن أشهر كتبها: “نساء يشاهِدْنَ التلفزيون”.
بروس إيه ويليامز: مقدم برامج إذاعية أمريكي شهير ولد عام ١٩٣٢م، عمل أستاذًا في قسم الدراسات الإعلامية بجامعة فرجينيا إلى جانب اهتمامه الشديد بالأعمال التجارية، وخاض تجربة الكتابة في عمر متأخر نسبيًّا، كما شارك في تأليف كتاب “بعد النشرات الإخبارية: الأنظمة الإعلامية وبيئة المعلومات الجديدة”، توفي عام ٢٠١٩م.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 2008م، وعمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية في العديد من المجالات كالكمبيوتر وتحسين الذات والسيرة الذاتية، ومن أبرز هذه الكتب: “إدارة الوقت في لحظة”، و”كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب”، و”السيرة الذاتية لستيف جوبز”.
عمل في مؤسسة “هنداوي” حتى عام 2018م في وظيفة مترجم أول، حيث شارك ضمن فريق الترجمة بالمؤسسة في ترجمة ومراجعة الكتب والمقالات والمدوَّنات المترجمة.