الفوارق الاجتماعية
الفوارق الاجتماعية
عند الحديث عن تأثير وسائل الإعلام في الحياة الاجتماعية، يوجَّه العديد من الانتقادات إلى هوليود بوصفها تنتج كميات ضخمة من الترفيه هدفه تعطيل الوعي الناقد لدى الجمهور، ورؤية الأوضاع الحالية والسائدة على أنها حتمية طبيعية، ما يؤدي إلى تقبُّلها بنهاية المطاف، إضافةً إلى هزالة تمثيل ونقل صور حقيقية عن المشكلات الاجتماعية وتتفيهها، ما يؤدي إلى تسطيح وجهات النظر الفردية حولها وصعوبة التعامل معها.
لطالما مارست وسائل الإعلام عمليات الانحياز والعنصرية والتنميط للأقليات كالسود والنساء، ولا تتغير طريقة التعامل هذه إلا كاستجابة تحت ضغط حركات المجتمع المدنية والنسوية.
فنظرة إلى أهم أعمال هوليوود قديمًا في عصر الاستديوهات الكلاسيكي يوضِّح حصر أدوار المرأة في الأفلام على دورها التقليدي كربَّة منزل، أو أدوات لإشباع رغبات الرجل، مع مركزية واضحة لهيمنة وقوة الرجل الأبيض اللامع على مجريات الأحداث، وتنميط معايير الجمال في الشعر الأصفر والبشرة البيضاء والقوام الرشيق.
وتطوَّرت أدوارها تدريجيًّا لتحتل صدارة الأحداث، ويصبح لها صور من الحياة العاطفية والنفسية وتواجه مشكلات اجتماعية، وتعدَّدت القيم التي تمثلها والقرارات المأخوذة مثل العمل والبيت وتعدد العلاقات نظرًا إلى اتساع الدوائر المستهدفة من الجماهير، والذي أدَّى إلى تنوُّع المحتوى، ورغم ذلك ما زالت معايير الجمال النمطية تتصدَّر الشاشات.
بينما تتعرَّض الأقلية العرقية إلى تهميش واضح في تمثيل ما يعانونه في حياتهم الاجتماعية من عبودية واضطهاد وحرب أهلية، وأيضًا تعرَّضت لتنميط الأدوار التي تناولت أصحاب البشرة السوداء، فحصرت أدوارهم في الشهوانية والعطف والمقبول اجتماعيًّا وذي البشرة الأفتح قليلًا، بينما عانوا من ندرة الممثلين.
وكان النصيب الأكبر من العنف والاضطهاد موجَّهًا إلى الأقليات الجنسية منذ نشأة هوليوود وحتى ثمانينيات القرن الماضي، ومع بداية انفراجة على المستوى الاجتماعي بدأت صور تمثيلهم تزداد حتى تحوَّلت الهوية الجنسية إلى سمة شخصية، وأصبحت منذ القرن الحالي موضوعًا عاديًّا لا يثير الريبة عند طرحه في الأفلام.
الفكرة من كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
لا يمكن تصوُّر الحياة المعاصرة من دون وسائل الإعلام، فقد تغلغلت في كل مجالات الحياة الاجتماعية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من اليوم العادي لأي فرد، فمنذ أن يفتح عينيه صباحًا حتى يغلقهما ليلًا يتعرَّض لوسائل الإعلام المختلفة، فما المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام؟ وماذا تعني بيئة الإعلام الجديدة؟ وكيف يؤثر الإعلام في الفرد والمجتمع؟ وما الصور التي يمثلها؟
مؤلف كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
أندريا إل برِس: عالمة وباحثة أمريكية الجنسية في علم الاجتماع، حصلت على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧م من جامعة كاليفورنيا، وشغلت عدة مناصب تدريسية في جامعات مختلفة كان آخرها جامعة فرجينيا.
ترتكز اهتمامات أندريا على قضايا الإعلام الحديثة وعلاقتها بالثقافة المعاصرة وتأثيرها في الفرد والأنساق الاجتماعية، إضافةً إلى نشاطها في المجال الحقوقي واتجاهها النسوي المتعصِّب.
لها العديد من الأبحاث والدراسات الإعلامية، وترشَّحت بموجبها لعدة جوائز، ومن أشهر كتبها: “نساء يشاهِدْنَ التلفزيون”.
بروس إيه ويليامز: مقدم برامج إذاعية أمريكي شهير ولد عام ١٩٣٢م، عمل أستاذًا في قسم الدراسات الإعلامية بجامعة فرجينيا إلى جانب اهتمامه الشديد بالأعمال التجارية، وخاض تجربة الكتابة في عمر متأخر نسبيًّا، كما شارك في تأليف كتاب “بعد النشرات الإخبارية: الأنظمة الإعلامية وبيئة المعلومات الجديدة”، توفي عام ٢٠١٩م.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 2008م، وعمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية في العديد من المجالات كالكمبيوتر وتحسين الذات والسيرة الذاتية، ومن أبرز هذه الكتب: “إدارة الوقت في لحظة”، و”كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب”، و”السيرة الذاتية لستيف جوبز”.
عمل في مؤسسة “هنداوي” حتى عام 2018م في وظيفة مترجم أول، حيث شارك ضمن فريق الترجمة بالمؤسسة في ترجمة ومراجعة الكتب والمقالات والمدوَّنات المترجمة.