الثقافة الشائعة
الثقافة الشائعة
ما يقوم الإعلام بعرضه ينقسم إلى مستويين، أحدهما يخاطب الوعي مباشرةً، وهو النص أو المعنى الظاهر، والآخر يحمل قيمًا ومعاني خفية عن الوعي تؤثر في لا وعي الفرد، وهو ما يسمى بالتأثير الأيديولوجي للنص، فالحبكة والسرد يحملان العديد من الرسائل والأفكار التي يرغب في قولها مؤلف النص بصورة غير مباشرة.
يمثل الإعلام صورة معينة عن الواقع، تؤثر في كيفية إدراك المتلقي له وتفاعله معه، وتتعدَّد تفسيرات تلك الرسائل والصور باختلاف طرق التلقي وشخصية المتلقي، وهناك ثلاثة أنواع رئيسة من التفسيرات؛ النوع الأول هو الأيديولوجية المهيمنة، وهو المعنى الذي تتبنَّاه الأغلبية، والنوع الثاني هو الأيديولوجية المعارضة وهي الرافضة للمعنى المتبنَّى من قبل الأغلبية وتمثل القيم المعارضة لما يتشبَّع به النص، والنوع الثالث هو الأيديولوجية البديلة وهي محاولة للتوفيق بين الجانبين وطرح رؤية مشتركة.
بالحديث عن اختلاف طرق التلقي فإن أساليب عرض النصوص الإعلامية مرَّت بعدة تطوُّرات، أقدمها وأبسطها الطريقة المباشرة المعتمدة على علم النفس في عرض المعلومة في شكل مثير يتطلَّب استجابة ما من المتلقي عبر الاعتماد على التحفيز، وهنا يكتفي المتلقِّي بدور المتفرج السلبي، وأحدثها وأكثرها تعقيدًا الصور المركبة المشبعة بقيم ما، لا يكتفي المتلقي فيها بدوره السلبي، ولكن يستخرج تلك الرسائل والقيم ويتفاعل مع تلك الصور لتحقيق إشباعات نفسية، ويعيد تشكيلها ويتبناها ويرددها ويدافع عنها.
بينما تختلف طريقة تفاعل المتلقي بحسب عدة عوامل، أولها نمط شخصيته النفسي، وثانيها جنسه، وثالثها وظيفته أو منصبه، ورابعها طبقته الاجتماعية والامتيازات التي يتمتع بها.
انتزعت ثقافة الجمهور الصدارة من النخب المثقفة، واكتسبت أهمية سعت بمقتضاها مختلف الشركات الإعلامية لإرضائها، ويرتكز تأثير الإعلام على الجانب الإيجابي في تعزيز بعض القيم السائدة في تلك الثقافة الشائعة، بينما على الجانب السلبي التخفيف من حدة بعض القيم التي تصادر ما تحاول وسائل الإعلام التوجيه إلى تقبُّله.
الفكرة من كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
لا يمكن تصوُّر الحياة المعاصرة من دون وسائل الإعلام، فقد تغلغلت في كل مجالات الحياة الاجتماعية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من اليوم العادي لأي فرد، فمنذ أن يفتح عينيه صباحًا حتى يغلقهما ليلًا يتعرَّض لوسائل الإعلام المختلفة، فما المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام؟ وماذا تعني بيئة الإعلام الجديدة؟ وكيف يؤثر الإعلام في الفرد والمجتمع؟ وما الصور التي يمثلها؟
مؤلف كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
أندريا إل برِس: عالمة وباحثة أمريكية الجنسية في علم الاجتماع، حصلت على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧م من جامعة كاليفورنيا، وشغلت عدة مناصب تدريسية في جامعات مختلفة كان آخرها جامعة فرجينيا.
ترتكز اهتمامات أندريا على قضايا الإعلام الحديثة وعلاقتها بالثقافة المعاصرة وتأثيرها في الفرد والأنساق الاجتماعية، إضافةً إلى نشاطها في المجال الحقوقي واتجاهها النسوي المتعصِّب.
لها العديد من الأبحاث والدراسات الإعلامية، وترشَّحت بموجبها لعدة جوائز، ومن أشهر كتبها: “نساء يشاهِدْنَ التلفزيون”.
بروس إيه ويليامز: مقدم برامج إذاعية أمريكي شهير ولد عام ١٩٣٢م، عمل أستاذًا في قسم الدراسات الإعلامية بجامعة فرجينيا إلى جانب اهتمامه الشديد بالأعمال التجارية، وخاض تجربة الكتابة في عمر متأخر نسبيًّا، كما شارك في تأليف كتاب “بعد النشرات الإخبارية: الأنظمة الإعلامية وبيئة المعلومات الجديدة”، توفي عام ٢٠١٩م.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 2008م، وعمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية في العديد من المجالات كالكمبيوتر وتحسين الذات والسيرة الذاتية، ومن أبرز هذه الكتب: “إدارة الوقت في لحظة”، و”كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب”، و”السيرة الذاتية لستيف جوبز”.
عمل في مؤسسة “هنداوي” حتى عام 2018م في وظيفة مترجم أول، حيث شارك ضمن فريق الترجمة بالمؤسسة في ترجمة ومراجعة الكتب والمقالات والمدوَّنات المترجمة.