وسائل الإعلام والديمقراطية
وسائل الإعلام والديمقراطية
بتأثيرها المباشر في الأفراد، تؤثر وسائل الإعلام في الحياة السياسية والانتخابية، ومن أهم التغيرات الكبيرة نتيجة تطوُّر وسائل الإعلام هي القدرة على متابعة الأخبار والأحداث والتطوُّرات على مدار اللحظة، ويمكن أن تختار المصادر التي تحيطك حتى تنعزل عن كل الآراء المختلفة عنك، ما يؤدي إلى الغرق في الأخبار، كما قلَّت ثقة المتابعين للمشهد السياسي في عدم تحزُّب وحيادية ناقلي الأخبار ومقدمي البرامج.
يشترك الآن العديد من الشخصيات السياسية الكبيرة في البرامج التلفزيونية الشعبية التي تقدمهم في مظهر مرح واجتماعي، يتم استغلال ذلك في حملاتهم الانتخابية لزيادة شعبيتهم، لأن الجماهير لا تتخذ قرارها بسبب المعرفة المباشرة بالشخصية أو بتفاصيل برامج عملها، بل بناء على الصور الإعلامية المصدرة لهم، والتي تتميز بأنها سريعة الذوبان في الوعي كما قال ليبمان.
من مشكلات الديمقراطية في البيئة الإعلامية الجديدة مع وسائل الإعلام، أولاها أنها لا تقدم صورًا دقيقة لكل التفاصيل الحقيقية للأحداث، بل تكتفي بنقل أخبار سريعة مجملة والانتقال من خبر إلى خبر لا رابط بينهما، وثانيتها كما نبَّه لا سويل أن الفرد الحديث يفتقر إلى الوقت والقدرة المطلوبين لصياغة آرائه الفردية غير منصاع لأساليب الدعاية السياسية، وثالثتها أنها تستخدم كآلة حشد للحروب عبر تحفيز غرائز ومخاوف الجماهير وترميز العدو كشيطان مهاجم ووضع البلاد في حالة الدفاع عن نفسها.
يرى ديوي أن تلك المشكلات يمكن حلها عن طريق إنشاء منظمات توعِّي الجماهير بأساليب الجدل والنقاش والتفكير الفعالة، وتصوغ القيم المجتمعية نتاج البيئة الاجتماعية المتأخرة تحت ضعف عوامل مثل الأسرة والتعليم وغيرها.
يتركز تأثير الإعلام في المواطنين في الحياة السياسية أنه يستهدف تغيير قيمهم وتفضيلاتهم الشخصية بدلًا من تحسين إدراكهم وآرائهم، ولكن أغلب الأفراد يعتمدون على ما يسمَّى بقادة الرأي، وهو وسيط يثقون فيه ويتبعون رأيه في القضايا المهمة ويبسط لهم الخيارات المطروحة، وقد يكون صديقًا أو فردًا من العائلة أو حزبًا، أو أن يكون غير مكترث بالسياسة فتضعه الإعلانات السياسية في خانة المستهدفين.
الفكرة من كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
لا يمكن تصوُّر الحياة المعاصرة من دون وسائل الإعلام، فقد تغلغلت في كل مجالات الحياة الاجتماعية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من اليوم العادي لأي فرد، فمنذ أن يفتح عينيه صباحًا حتى يغلقهما ليلًا يتعرَّض لوسائل الإعلام المختلفة، فما المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام؟ وماذا تعني بيئة الإعلام الجديدة؟ وكيف يؤثر الإعلام في الفرد والمجتمع؟ وما الصور التي يمثلها؟
مؤلف كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
أندريا إل برِس: عالمة وباحثة أمريكية الجنسية في علم الاجتماع، حصلت على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧م من جامعة كاليفورنيا، وشغلت عدة مناصب تدريسية في جامعات مختلفة كان آخرها جامعة فرجينيا.
ترتكز اهتمامات أندريا على قضايا الإعلام الحديثة وعلاقتها بالثقافة المعاصرة وتأثيرها في الفرد والأنساق الاجتماعية، إضافةً إلى نشاطها في المجال الحقوقي واتجاهها النسوي المتعصِّب.
لها العديد من الأبحاث والدراسات الإعلامية، وترشَّحت بموجبها لعدة جوائز، ومن أشهر كتبها: “نساء يشاهِدْنَ التلفزيون”.
بروس إيه ويليامز: مقدم برامج إذاعية أمريكي شهير ولد عام ١٩٣٢م، عمل أستاذًا في قسم الدراسات الإعلامية بجامعة فرجينيا إلى جانب اهتمامه الشديد بالأعمال التجارية، وخاض تجربة الكتابة في عمر متأخر نسبيًّا، كما شارك في تأليف كتاب “بعد النشرات الإخبارية: الأنظمة الإعلامية وبيئة المعلومات الجديدة”، توفي عام ٢٠١٩م.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 2008م، وعمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية في العديد من المجالات كالكمبيوتر وتحسين الذات والسيرة الذاتية، ومن أبرز هذه الكتب: “إدارة الوقت في لحظة”، و”كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب”، و”السيرة الذاتية لستيف جوبز”.
عمل في مؤسسة “هنداوي” حتى عام 2018م في وظيفة مترجم أول، حيث شارك ضمن فريق الترجمة بالمؤسسة في ترجمة ومراجعة الكتب والمقالات والمدوَّنات المترجمة.