العلم الزائف وتفريقه عن العلم الحقيقي
العلم الزائف وتفريقه عن العلم الحقيقي
ليس كل ما يلمع ذهبًا! قد يُخدع بعض الناس عندما يرون قشورًا ذهبية اللون في الصخور، ظانين أنها ذهب حقيقي وليست نوع معدن آخر يسمى البيريت، ويطلق عليه اسم الذهب الزائف.
ويمكننا التمييز بين هذين النوعين من الذهب -الحقيقي والزائف- بإجراء تجربة الحك المتتابع، بفرك قطعة من الخزف عليه والحكم من النتيجة، فالذهب الحقيقي يترك آثارًا ذهبية اللون على قطعة الخزف، بينما الذهب الزائف يترك أثرًا أسود اللون،كذلك الحال في العلوم الحقيقية والزائفة، فالعلم الزائف قد يظهر في ثوب العلم الحقيقي وللتمييز بينهما سنطبق آلية المنهج العلمي..
فالملاحظة في العلوم الزائفة تعاني من الروايات الشخصية للمراقبين، الذين يقعون في فخ تخيل ما يتمنون رؤيته، واعتقاد ما يعتنقونه، لذلك تنتشر مشكلة عدم الأمانة في نطاق مراقبي الظواهر الطبيعية، فقد ثبت في كثير من الأحيان أنهم كانوا محتالين ودجالين يعملون وفق مصالحهم الشخصية.
وفي وضع الفرضية نجد أن التفسيرات غامضة ولاتتبع مبدأ شفرة أوكام، وصعبة التنبؤ؛ مما يجعلها مستحيلة للاختبار التجريبي، مثل وضع شخص لفرضية غير قابلة للتكذيب بأن السبب في سلوكه الغريب هو اقتناعه بتعليمات أرنب غير مرئي يصحبه في كل مكان، فالأرنب غير المرئي غير قابل للرصد ولا لإجراء تجربة ذات نواتج تنبؤية عليه.
وفي المراجعة لا يوجد توافق بين النتيجة والتنبؤ، لأن الفرضية مبنية على اعتقاد لا ملاحظة حقيقية.
وعند النظر في العلوم الحقيقية نجد أنها تنقسم عادة إلى قسمين، علوم طبيعية -تهتم بدراسة مافي الكون-، وعلوم إنسانية -تهتم بالبشر وعلومهم الاجتماعية والسلوكية-.
تتشابه العلوم الطبيعية مع الإنسانية في تقديم تفسيرات للظواهر، ولكن الاختلاف يكمن في طريقة الوصول إلى تلك التفسيرات.
ففي مبدأ الملاحظة تتطابق أغلب الكيانات المادية في الخصائص والصفات، فعلى سبيل المثال، ذرات الكربون في الكون جميعها تمتلك الصفات الكيميائية نفسها، بينما في علم النفس لا يتشابه البشر أبدًا.
وعند الانتقال إلى مبدأ الفرضية في العلوم الانسانية يكون هامش الخطأ في نتيجة التنبؤ كبيرًا،مما يدعو لوضع أكثر من فرضية متباينة، في حين أن في العلوم الطبيعية يمكن قبول فرضية واحدة مختزلة من عدة فرضيات، بهامش خطأ ضئيل في التنبؤ.
وفي وقت مرحلة التجريب، يصبح الأمر أكثر صعوبة في العلوم النفسية، لأن السلوك البشري يتأثر بعدد كبير من العوامل، وليس من السهل التحكم بها.
وفي أثناء عملية المراجعة تكون العلوم الطبيعية أكثر مصداقية وأكثر سهولة في المقارنة.
الفكرة من كتاب الطفرات العلمية الزائفة: عندما يطمس العلم الحقيقي ويسود العلم الزائف
هل يمكنك أن تميز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف؟ هل تزعم أنك لا تتشبث بأي قناعات أو اعتقادات منافية للمنطق أو مبنية على أدلة مغلوطة؟ هل تساءلت يومًا لماذا يُعد التنجيم وعلم الأبراج أكثر رواجًا بين الناس من علم الفلك؟
في إطار سلس ومع الاستعانة برسوم كاريكاتيرية فكاهية، وضح المؤلفان ماهية التفكير العلمي وطريقة تطبيقه، وكيفية تمييز العلم الحقيقي عن غيره حتى لا تقع ضحية لمعتقد زائف، مع دحض بعض منها مثل فرضية الأطباق الطائرة، وتنبؤات الأبراج، وغيرها.
مؤلف كتاب الطفرات العلمية الزائفة: عندما يطمس العلم الحقيقي ويسود العلم الزائف
تشارلز وين: وُلد بمدينة نيويورك، وتلقَّى تعليمه في جامعة ميتشيجان، وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء.
يعمل أستاذًا للكيمياء في جامعة إسترن كونيتيكت ستيت، ونال تقديرًا على علمه ومنهجه في التدريس.
آرثر ويجنز : يعمل أستاذًا للفيزياء، ويشغل منصب رئيس العلوم الطبيعية في جامعة أوكلاند كوميونيتي بولاية ميشيجان، ونال جائزة أفضل مدرس.
اشتركَ المؤلفان في كتابة العديد من المقالات، والكتب العلمية مثل:
أكبر خمس مشكلات في العلوم.
أهم خمس أفكار في العلوم.
معلومات عن المُترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام ١٩٩٩م.
عمل على ترجمة ومراجعة الكتب من الإنجليزية إلى العربية في مجالات متعددة. تعاون مع مؤسسات مثل “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم” و”مجموعة النيل العربية” و”مكتبة جرير” في ترجمة العديد من الكتب، منها: المكتبة في القرن الحادي والعشرين، ورواية الاحتراق البطيء، البدايات: ١٤ مليار عام من تطور الكون.
يعمل حاليًّا في مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في وظيفة مراجع أول، حيث يتولى مسؤولية ضمان الجودة.