آلية المنهج العلمي
آلية المنهج العلمي
قديمًا حاول القدماء الإغريقيون إيجاد تفسير لظاهرة عواصف البَرَد، فرجحوا أن هذه هي الطريقة التي يُوضِح بها الإله زيوس-حسب معتقدهم- غضبه/ مما جعلها ظاهرة خارقة للطبيعة بالنسبة إليهم.
ولكن في الحقيقة تبعًا لعلماء الطقس المعاصرين، فإن سبب وجود هذه العواصف يرجع إلى حمل تيار الهواء البارد قطرات الماء إلى طبقات الجو العليا الباردة، حيث تتجمد هناك مكونةً عاصفة البَرَد.
نستنتج من ذلك أن الظواهر التي لم نصل إلى تفسير علمي لها ليست كلها خارقة للطبيعة، وأننا نضع لها تفسيرًا زائفًا غير مُقنع.
لذلك فحتى نصل إلى التفسير العلمي الصحيح علينا اتخاذ أسلوب المنهج العلمي-الذي يستطيع الجميع استخدامه لكن بدرجات متفاوتة-، وهو يقوم على عدة خطوات:
أولها: الملاحظة
لظاهرة حقيقية قابلة للتكرار، ويستطيع أي أحد إدراكها وتأكيدها بحواسه، مثل ملاحظة نيوتن لسقوط التفاح من الأشجار.
ولكن تظهر عندنا مشكلة قصور البشر في إدراك الحقائق، بسبب احتمالية تضليل حواسنا للواقع، وتأثير إدراكنا بالمعتقدات والتوقعات.
ثانيا: وضع الفرضية
اعتمادًا على الملاحظات المسجلة،يستخدم العلماء نوعًا من عمليات التفكير المنطقي يدعي ب”الاستقراء” أي وضع عدة تفسيرات عامة غير مؤكدة للملاحظة، مثلما فرض نيوتن وجود قوة تجذب الأجسام إلى أسفل، وفي حالة عدم وجود أي دليل تجريبي يدعم أيًّا من التفاسير، يتم ترجيح التفسير الأبسط -وليس بالضرورة الأصح- وذلك تبعًا لمبدأ شفرة أوكام لطلاب الطب.
ثالثا: تقييم الفرضية، وذلك بطريقتين:
أولاهما: البحث عن تجارب سابقة تتوافق مع التفسير الذي تقدمه النظرية،والأخرى: التنبؤ بسلوك الفرضية والنتائج المستقبلية التي ستقدمها تطبيقًا لعملية الاستدلال.
وبعد ذلك نجري التجربة، لاختبار مدى توافق الفرضية مع النتائج المتنبأ بها.
وأخيرًا: المراجعة بعد الانتهاء من التجربة إذا كانت النتيجة غير متوافقة مع التنبؤ، فمثًلا إذا تحركت تفاحة نيوتن من الشجرة إلى أعلى.
إذًا سيكون علينا مراجعة مضمون الفرضية أو التخلي عنها وإعادة عملية المنهج العلمي، وإذا كانت النواتج متوافقة مع الفرضية، أصبحت مدعومة وليست مثبتة بعد، وفي كل مرة تتفق فيها النواتج في التجارب الناجحة مع الفرضية فإن ذلك يجعلها تكتسب مزيدًا من المصداقية، فكما قال أينشتاين: تجارب كثيرة لا تثبت صحة نظريتي، بل تجربة واحدة تثبت خطأها، ولذلك يمكن اعتمادها كنظرية تكمن وظيفتها في شرح القانون الذي يصف الظاهرة الملاحظة، مثل قانون نيوتن للجاذبية.
الفكرة من كتاب الطفرات العلمية الزائفة: عندما يطمس العلم الحقيقي ويسود العلم الزائف
هل يمكنك أن تميز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف؟ هل تزعم أنك لا تتشبث بأي قناعات أو اعتقادات منافية للمنطق أو مبنية على أدلة مغلوطة؟ هل تساءلت يومًا لماذا يُعد التنجيم وعلم الأبراج أكثر رواجًا بين الناس من علم الفلك؟
في إطار سلس ومع الاستعانة برسوم كاريكاتيرية فكاهية، وضح المؤلفان ماهية التفكير العلمي وطريقة تطبيقه، وكيفية تمييز العلم الحقيقي عن غيره حتى لا تقع ضحية لمعتقد زائف، مع دحض بعض منها مثل فرضية الأطباق الطائرة، وتنبؤات الأبراج، وغيرها.
مؤلف كتاب الطفرات العلمية الزائفة: عندما يطمس العلم الحقيقي ويسود العلم الزائف
تشارلز وين: وُلد بمدينة نيويورك، وتلقَّى تعليمه في جامعة ميتشيجان، وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء.
يعمل أستاذًا للكيمياء في جامعة إسترن كونيتيكت ستيت، ونال تقديرًا على علمه ومنهجه في التدريس.
آرثر ويجنز : يعمل أستاذًا للفيزياء، ويشغل منصب رئيس العلوم الطبيعية في جامعة أوكلاند كوميونيتي بولاية ميشيجان، ونال جائزة أفضل مدرس.
اشتركَ المؤلفان في كتابة العديد من المقالات، والكتب العلمية مثل:
أكبر خمس مشكلات في العلوم.
أهم خمس أفكار في العلوم.
معلومات عن المُترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام ١٩٩٩م.
عمل على ترجمة ومراجعة الكتب من الإنجليزية إلى العربية في مجالات متعددة. تعاون مع مؤسسات مثل “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم” و”مجموعة النيل العربية” و”مكتبة جرير” في ترجمة العديد من الكتب، منها: المكتبة في القرن الحادي والعشرين، ورواية الاحتراق البطيء، البدايات: ١٤ مليار عام من تطور الكون.
يعمل حاليًّا في مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في وظيفة مراجع أول، حيث يتولى مسؤولية ضمان الجودة.