إن الإنسان ليطغى
إن الإنسان ليطغى
إن الغرور قد يستخف بالإنسان أحيانًا، فيتصور أنه قد ملك زمام كل شيء، فيخيل إليه أنه يرزق ويعطي ويمنع فالظروف تستجيب لإرادته، والحياة الاجتماعية تتشكل في يده وتذل لسلطانه، ومن هنا تجبر الإنسان وطغى- كما يذكر الكاتب – فظهر لنا أمثال نيرون وهتلر وستالين وسالازار وموسوليني، وادعى كل منهم لنفسه عللًا ومذاهب تبرر له كل ما يحتاج إليه، حتى وإن تطلب الأمر قتل المئات وسجن الآلاف.
وعندما كنا نستمع إلى نغمات التعمير والبناء والكرامة، كان القهر والقتل والتنكيل وانتهاك الكرامة المأساةَ التي يعانيها كل بيت، لكن استجابة الظروف لم تستمر، وتهاوى الطغاة واحدًا تلو الآخر وانكشف الزيف والخديعة، ونزع الله عنهم سترهم وكشف نقصهم وأهلك رايتهم.
ويتساءل الكاتب كيف تناسى هؤلاء طيلة الوقت أن الرازق والمعطي والمانع هو الله، وأن الحاكم هو الله وأن الكل مسير بمشيئته، فلا يستطيع أحد كشف الضر عن نفسه، وكيف نسي الإنسان أنه لم يملك نعمة الاختيار إلا بمنِّ الله عليه بالقدرة على الترجيح والإرادة، ولا ينجح الحاكم في الإصلاح والتعمير إلا إذا حكم بالموافقة مع القوانين والسنن الإلهية، فإذا خرج عنها لأهوائه وشهواته وأخذته العزة سقط عن كرسيه وانتهى أمره، ومخطئ من يعلق نفسه وحريته وخلاصه بأحد، فكل شيء إنما هو بيد الله وحده.
الفكرة من كتاب نار تحت الرماد
بين صراعات الإنسان الداخلية بين المادة والروح، بين انتحار أهل الترف وانتحار أهل التطرف، وبين طغيان الإنسان بعلمه وجهله، بين كل تلك القضايا وغيرها يأخذنا الكاتب في جولة لتدارس أسباب وعلاجات تلك الظواهر الدينية منها والمجتمعية والسياسية.
مؤلف كتاب نار تحت الرماد
مصطفى محمود؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي عام 2009.
له أكثر من 80 كتابًا في مجالات متنوعة، منها العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وأدب الرحلات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الله.
السؤال الحائر.
الإسلام ما هو.
على حافة الانتحار.