الصحة الإلكترونية
الصحة الإلكترونية
كشفت العديد من الدراسات المتعلقة بالإنترنت والرعاية الصحية خلال العقد الماضي، أن هناك استخدامًا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات -وبخاصة الإنترنت والإعلام الإلكتروني- لنشر المعلومات والخدمات المتعلقة بالطب والرعاية الصحية، ما يؤثر في صحة المواطنين والمرضى، إذ برزت “الصحة الإلكترونية” نتيجة للتطبيب عن بُعد، الذي كان يتم عن طريق تقديم الرعاية الصحية من خلال الهواتف، وتجاوزته بالاستفادة من تطور التكنولوجيا التفاعلية، والتي على إثرها ظهرت ممارسات جديدة للتطبيب عن بُعد كالترصُّد والمراقبة الصحية خصوصًا للمرضى الذين يُعانون من أمراض مزمنة، ومن ثمَّ فإن ظهور وسائل الاتصال الجديدة مكن الأطباء والمؤسسات الطبية والمرضى وعامة الناس من البقاء على اتصال دائم ومستمر، إلى جانب ذلك ظهرت “الصحة الافتراضية” بوصفها نوعًا من أنواع النشاط الصحي، إذ يجتمع المرضى أو الجماهير المعنية بالصحة معًا على الإنترنت في مجتمعات أو مجموعات صحية كونهم يتشاركون الأسئلة أو المشكلات أو الحالات الصحية نفسها، فيتناقشون ويتبادلون خبراتهم باستخدم الإنترنت، وقد تميزت تلك المجموعات الافتراضية بالازدياد، وزيادة نفوذها في العالم الحقيقي، كما أنها عززت من النقاش العام حول الصحة، بعد أن كانت مقتصرة على العلاقة بين الطبيب والمريض.
ومع زيادة مستخدمي الإنترنت ممن يبحثون عن الصحة الإلكترونية، والمعلومات الصحية الإلكترونية عن طريق المواقع الصحية، بدا واضحًا أن المرضى لن يظلُّوا على الحال التي كانوا عليها، ومن ثمَّ تبنت “المجلة الطبية البريطانية” النقاش حول جودة المعلومات الصحية الموجودة على الإنترنت وكيفية تقييم المستخدمين للمعلومات الصحية الإلكترونية، وأظهرت الدراسات أن المعلومات الموجودة على الإنترنت ليست دقيقة بنحوٍ ثابت، بل قد تكون في بعض الحالات خاطئة ومضللة مما يُمثِّل خطرًا على المستخدمين لها، كما أوضحت الدراسات أن مُستخدمي الإنترنت لا يتمتعون بالكفاءات اللازمة لتقييم دقة المعلومات، وغالبًا يقبلون المعلومة اعتمادًا على مصداقية الموقع الناشر لها!
وعلى العكس من ذلك، ذهب “علماء الاجتماع” إلى تبني رأي مخالف لما سبق، وهو أن مستخدمي الإنترنت يكتسبون الخبرة من خلال الوصول إلى المواقع الصحية، وأن هذا عصر جديد بالنسبة إلى المرضى، إذ أصبحوا أكثر قوة مما سبق بسبب المعلومات الصحية التي يوفرها الإنترنت والتي تشمل معلومات عن الأمراض بما فيها الأمراض المزمنة والخطيرة والنادرة، ورغم تلك المنحة التي قدمها الإنترنت للمرضى، فقد أظهر تعارضًا واضحًا بين جانبي العلاقة (بين المرضى والأطباء)، إذ أصبحت لدينا معرفة المريض التي تتعارض مع معرفة المهنيين الطبيين، فأضرَّ الإنترنت بالثقة بالمهنيين الطبيين! فصارت ثقافة الشك هي القاعدة السائدة!
الفكرة من كتاب علم الاجتماع الرقمي
يستعرض مُحررا الكتاب مجموعة من الأمور الخاصة بعلاقة علم الاجتماع بالتكنولوجيا في العصر الرقمي، بدءًا بالذوات الإلكترونية والعلاقات الشخصية والحميمية على الإنترنت، مرورًا بأنماط اللا مساواة الرقمية، وفُرص التعليم الرقمي وتأثيره في التعليم التقليدي، وكذلك الصحة الرقمية من خلال علاقة المرضى بالمهنيين الطبيين، وأخيرًا التقارير الإخبارية والإعلامية في أوقات الحروب.
مؤلف كتاب علم الاجتماع الرقمي
كيت أورتون جونسون: هي محاضرة في علم الاجتماع بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.
نيك بريور: هو محاضر أوّل في علم الاجتماع بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.
معلومات عن المترجم:
هاني خميس أحمد عبده: هو أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، تخرج في كلية الآداب قسم علم الاجتماع، وحصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، ومن ترجماته:
تخفيض معدلات الفقر والعنف ضد المرأة.
علم اجتماع النوع.
علم الاجتماع الرقمي.