التعليم الإلكتروني
التعليم الإلكتروني
يُولي علماء اجتماع التربية انتباههم نحو تحليل القضايا الخاصة بعدم المساواة، والهوية، والثقافة التي تحدد عمليات التعليم وممارساته، ومن ثمَّ هناك اعتقاد بأن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا الرقمية يقترن بإعادة تشكيل العمل الاجتماعي، ومنها الطبيعة المتغيرة للتعليم المعاصر، إذ يُصوِّر بعض التربويين أن الحاسبات الآلية والإنترنت تسمح للمتعليمن بالتحرر من المعايير التي يفرضها التعلُّم داخل الصف المدرسي، إلى جانب أنها تُسهل الوصول غير المحدود إلى المعرفة في أي وقت وفي أي مكان ووفقًا لأي وتيرة، ومن ثم فإن التعليم الرقمي يعمد إلى نسف عملية التعليم المدرسية التقليدية، بينما يرى البعض الآخر أن التعليم الرقمي مُحفِّز لإعادة هندسة أنماط التعليم المختلفة ومنها التعليم المدرسي، وفي ظل هذا السجال يرى التربويون أن التعليم الرقمي قادر على الاقتباس من أشكال التعليم السابقة وإعادة صياغتها بل وتجاوزها، لأن المتعلم الفرد يوضع في مركز شبكة فرص التعلُّم التي يمكنه المشاركة فيها كما يشاء ومتى شاء، ومن ثمَّ فإن التوجه يزداد نحو أهمية “الطابع الفردي للتعليم” في تشكيل تجربة التعليم، وبناءً على ذلك يكون منطق أنظمة التعليم معكوسًا، إذ يكون النظام التعليمي هو الذي يتوافق مع المتعلمين، بدلًا من جعل المتعلمين يتوافقون مع النظام.
ومن خلال هذا المُنطلق، فإن التعليم الرقمي لا يجعل المتعلم هامشيًّا، لأن المتعلم هو في ذات الوقت المُشغِّل الذي يؤدي دور الصف والهدف الذي يستقبل محتوى المنهج، ومن ثم يتمتع المتعلم بأهمية مركزية بالنسبة إلى أداء المقرر الدراسي، وقد رأت وزارة التعليم في المملكة المتحدة أن التعليم الإلكتروني يتمتع بإمكانية تحسين معدلات المشاركة والتحصيل في التعليم بشكل جذري، لأن من فوائده قدرة المتعلم على تكييف التعليم وفقًا لاحتياجاته، إلى جانب المرونة للسماح للفرد بالتعلم وفق الوتيرة والوقت المناسبين له ومن مكان مادي يناسبه، إلى جانب أنها تمنح المتعلم حرية القرار في تسريع أو إبطاء عملية التعليم حسب ما تقتضيه الحاجة.
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا استطاعت التغلُّب على العديد من العوائق الجسدية والمعرفية مثل الإعاقة ومحو الأمية، فإن التكنولوجيا لم تعالج العديد من القضايا غير التكنولوجية مثل الفقر والإسكان وجودة العمل، إلى جانب أنها تؤدي إلى منتج متواضع يستهدف السوق الجماهيرية، ومن ثمَّ ستؤدي إلى مزيد من التقييد والتشويه للتعليم، ما سينتج عنه نظامًا لا يدعم مساعي كبار العلماء والمفكرين، ، وبناءً على ذلك فإن التعليم الرقمي أو التعليم المعزز بالتكنولوجيا قد يؤدي إلى إلغاء القدرات الفكرية والعلمية لدى جيل جوجل كون الطلاب لن يكونوا قادرين على التفكير النقدي المستقل.
الفكرة من كتاب علم الاجتماع الرقمي
يستعرض مُحررا الكتاب مجموعة من الأمور الخاصة بعلاقة علم الاجتماع بالتكنولوجيا في العصر الرقمي، بدءًا بالذوات الإلكترونية والعلاقات الشخصية والحميمية على الإنترنت، مرورًا بأنماط اللا مساواة الرقمية، وفُرص التعليم الرقمي وتأثيره في التعليم التقليدي، وكذلك الصحة الرقمية من خلال علاقة المرضى بالمهنيين الطبيين، وأخيرًا التقارير الإخبارية والإعلامية في أوقات الحروب.
مؤلف كتاب علم الاجتماع الرقمي
كيت أورتون جونسون: هي محاضرة في علم الاجتماع بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.
نيك بريور: هو محاضر أوّل في علم الاجتماع بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.
معلومات عن المترجم:
هاني خميس أحمد عبده: هو أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، تخرج في كلية الآداب قسم علم الاجتماع، وحصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، ومن ترجماته:
تخفيض معدلات الفقر والعنف ضد المرأة.
علم اجتماع النوع.
علم الاجتماع الرقمي.