اللا مساواة في العصر الرقمي
اللا مساواة في العصر الرقمي
وجد علماء الاجتماع أن الاستخدام الفعلي لشبكات المعلومات والاتصالات مثل الإنترنت في المجتمع المعاصر من المُرجَّح أن تؤدي إلى زيادة اللا مساواة، وهناك ثلاثة أنماط من اللا مساوة الرقمية هي: (المادية، والاجتماعية، والتعليمية)، إلى جانب أنماط اللا مساواة التقليدية في ما يتعلق بالممتلكات والمكانة والمهنة السوسيولوجية أو العلاقة والقوة التي لا تزال ذات صلة، وبناءً على ذلك فإن الاتصال بالشبكات والوصول إليها من الخصائص البنيوية الأساسية التي تحدد المساواة في الشبكة، والملاحظ أن ما يقرب من نصف سكان العالم لم يلمسوا أي هاتف وفق إحصائيات الاتحاد الدولي للاتصالات الهاتفية، وفي ما يتعلق بالشبكة العالمية ذات الأهمية البالغة (الإنترنت) فإن معدل انتشارها يبلغ 20% فقط على مستوى العالم وفق إحصائيات عام 2009، وجوهر هذه الصورة لمجتمع الشبكات الرقمية يوضح أن المعلومات تذهب إلى نحو 15% من السكان في المجتمعات المتقدمة التي تتمتع بأعلى نسبة وصول إلى وسائل الاتصال السلكية واللا سلكية والإنترنت، وهم أولئك الذين يمتلكون مستويات عالية من الدخل والتعليم ولديهم أفضل الوظائف، بينما نجد أن أغلبية السكان وهم ما بين 50% إلى 60% لديهم عدد أقل من العلاقات عبر الشبكات الاجتماعية والإعلامية، إلى جانب أن نسبة دخولهم إلى الإنترنت واستخدامهم إياها والمهارات التي يتمتعون بها في هذا المجال هي الأقل، بينما الجزء غير المتصل والمستبعد من مجتمع الشبكات والمعزول يشكل على الأقل ربع السكان، ويتألف من أدنى الطبقات الاجتماعية والعاطلين عن العمل.
فالوصول والاتصال بالشبكات الرقمية يعدان بنى أساسية تساعد على انتشار المعلومات والاتصالات والسلع والخدمات والموارد، مقارنة بوسائل الإعلام السابقة، إذ تتوافر على الشبكة مكتبة ضخمة من المعلومات والمصادر المطبوعة والمسموعة ومقاطع الفيديو، وغالبًا ما تكون متاحة بالمجان لكل من يمتلك إمكانية الوصول، كما يوفر البريد الإلكتروني إمكانية الوصول إلى جميع المتصلين بالإنترنت، ومن ثم يمكن استخدامه من قبل المواطنين والمستهليكن للوصول إلى المؤسسات والمتاجر، ومكنت المستهلكين من إجراء مقارنات بين الأسعار، والاتحاد مع الآخرين لأجل فرض سعر أقل، كما يمكن الإنترنت المرء من بدء أعماله التجارية الخاصة به، وغير ذلك مما يتيحه الإنترنت للمستخدم، وبناءً على ذلك، فإن الوصول والاتصال بالشبكات خصيصة بنيوية أساسية وشرط ضروري يمكن أن يزيد أو يقلل من اللا مساواة في العصر الرقمي، إلى جانب مستوى المهارات الاجتماعية والرقمية والاستخدام الفعلي للموارد الاجتماعية ومصادر الإنترنت وذلك لتقرير المشاركة المتكافئة.
الفكرة من كتاب علم الاجتماع الرقمي
يستعرض مُحررا الكتاب مجموعة من الأمور الخاصة بعلاقة علم الاجتماع بالتكنولوجيا في العصر الرقمي، بدءًا بالذوات الإلكترونية والعلاقات الشخصية والحميمية على الإنترنت، مرورًا بأنماط اللا مساواة الرقمية، وفُرص التعليم الرقمي وتأثيره في التعليم التقليدي، وكذلك الصحة الرقمية من خلال علاقة المرضى بالمهنيين الطبيين، وأخيرًا التقارير الإخبارية والإعلامية في أوقات الحروب.
مؤلف كتاب علم الاجتماع الرقمي
كيت أورتون جونسون: هي محاضرة في علم الاجتماع بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.
نيك بريور: هو محاضر أوّل في علم الاجتماع بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.
معلومات عن المترجم:
هاني خميس أحمد عبده: هو أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، تخرج في كلية الآداب قسم علم الاجتماع، وحصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، ومن ترجماته:
تخفيض معدلات الفقر والعنف ضد المرأة.
علم اجتماع النوع.
علم الاجتماع الرقمي.