لماذا ينام المراهق لفترات طويلة؟
لماذا ينام المراهق لفترات طويلة؟
إحدى الشكاوى الرئيسة التي يرددها الأهالي هي عدم قدرتهم على السيطرة على مواعيد نوم أبنائهم المراهقين، ورغم أن النوم من أهم مظاهر الحياة اليومية، فإن معرفتنا عنه ليست كاملة، فنحن نعرف أنه ضروري لصحة البشر، وتتحكم به شبكة معقدة من الإشارات الدماغية والهرمونات التي تنتظم مع البلوغ، ولكن تجد المراهق يحتاج إلى فترة نوم أكبر، كما يميل إلى السهر لوقت أطول، والنوم إلى وقت متأخر أكثر، ولذا حتى لو أجبرت ابنك على النوم مبكرًا فلن يستطيع الاستيقاظ مبكرًا، ولا حتى تعود ذلك، ووقت النوم لدى المراهقين ليس فترة استرخاء واستعادة قوى بعد يوم شاق، فهو
ليس رفاهية، بل مطلب ضروري للمراهق وأساسي لصحته، إذ يساعد النوم المراهق على تذكر كل شيء تعلمه خلال اليوم، ومن ثم ينمي الذاكرة والتعلم ويسمح له بالتعامل مع الضغوط.
وترجع عدم قدرة المراهقين على النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا إلى هرمون الميلاتونين فهو هرمون ضروري لتحفيز النوم، ولكن يتم إطلاقه في دماغ المراهقين بعد ساعتين من إطلاقه في دماغ البالغين، كما يبقى في دماغ المراهق مدة أطول، ولذا يصعب على المراهق النوم والاستيقاظ مبكرًا، على عكس البالغ الذي لا يبقى أي أثر لهرمون الميلاتونين داخله عند استيقاظه، وإن لم يحصل المراهق على قدر كافٍ من النوم فهذا يؤدي إلى نتائج كارثية من: إصابة بالاكتئاب، والأرق، واضطرابات النوم، والبدانة، وارتفاع ضغط الدم، كما يجعل المراهق عدوانيًّا، وفاقدًا للصبر، وذا سلوك اندفاعي متقلب، كما يؤثر في مهاراته الإدراكية فيزيد النسيان، ويمنع الإبداع، وتضعف قدرته على التعلم.
ويجب على الأهل مساعدة أبنائهم على النوم الكافي بداية من إخراج التلفاز والحاسوب من غرفة النوم، فالضوء الأبيض الصادر من الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى زيادة إفراز الميلاتونين ومن ثم صعوبة في الذهاب إلى النوم مبكرًا، وحاول جعل السرير ل
دى طفلك يرتبط بالنوم، فتجنب ربطه بالأكل أو مشاهدة التلفاز، أو حتى تأدية الواجبات عليه، كما يجب على أولياء الأمور عدم الصراخ أو التوبيخ عندما يرى ابنه لم ينم بعد، وتجنب الشجار مع المراهقين قبل النوم فذلك يجعلهم لا ينامون جيدًا.
الفكرة من كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
هناك العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي تُنسج حول المراهقين، فمن منا لم يسمع عبارات من قبيل أن المراهقين مندفعون وعاطفيون؟ أو أنهم متمردون ولا يرغبون بأن تكون لأحد سلطة عليهم؟ ولكن كل هذا خطأ، فدماغ المراهقين يمر بمرحلة خاصة من
التطور؛ نحن فقط لم ندرسها بشكل موسع.
وهذا الكتاب جاء ليقدم الصورة الواضحة عن المراهقين، وطريقة عمل أدمغتهم، فهم ليسوا مخلوقات فضائية صعبة الفهم، بل فقط أدمغتهم لم يكتمل نموها بعد، وسيكون هذا الكتاب دليلك للتعرف على المراهقين، ومعرفة آلية عمل أدمغتهم، وكيفية تفكيرهم في الأمور، وكيف أثر فيهم الغزو الرقمي، وكيف تؤثر فيهم المخدرات، كما ستشرح الكاتبة كيف تتعامل مع ابنك في مرحلة مراهقته، وبنهاية قراءتك للكتاب ستكون مدركًا لحدود المراهقين، وستعرف ما بوسعك فعله لتقدم لهم الدعم والنصح والإرشاد.
مؤلف كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
فرنسيس جينسين : كاتبة، وطبيبة، وعالمة أعصاب، وخبيرة دولية معروفة في تنمية الدماغ وبخاصة لدى المراهقين، وهي أستاذة ورئيسة قسم علم الأعصاب في كلية الطب “بجامعة بنسلفانيا”، وأجرت العديد من الأبحاث والدراسات حول طريقة نمو الدم
اغ من فترة ما بعد الولادة وحتى البلوغ، كما تقلدت العديد من المناصب مثل: “أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومديرة قسم علم حركة الأعصاب، ومديرة بحوث الصرع في مستشفى بوسطن للأطفال”، وقدمت العديد من المحاضرات حول الدماغ على نطاق واسع؛ مستفيدة من خبراتها العلمية والأسرية لكونها أمًّا لولدين، وكتاب دماغ المراهقين هو الكتاب الوحيد من أعمالها الذي تم نشره، وقد نال شهرة واسعة.
آمي إليس نات : كاتبة في مجال الصحة والعلوم في “صحيفة واشنطن بوست”، وفازت بجائزة “بوليتزر | Pulitzer” لعام 2011 عن سلسلة كتبها “حطام السيدة ماري | The “Wreck of the Lady Mary، وتخرجت في كلية سمي
ث بشهادة البكالوريوس في الفلسفة واللغة الإنجليزية، وتحمل أيضًا شهادتي ماجستير من معهد ماساتشوستس في الفلسفة، وجامعة كولومبيا في الصحافة.
ومن أبرز أعمالها :
Shadows Bright as Glass
Brain Hacking.
معلومات عن المترجم :
معن الكشك: مترجم لدى الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجم العديد من الروايات “للكاتب جو نيسبو”، منها: “رجل الثلج”، و”الشبح”، و”الشرطة”.