فترة المراهقة
فترة المراهقة
جميع الآباء والأمهات يرغبون بدفع أطفالهم بلطف في الاتجاه الصحيح، وخلال مرحلة الطفولة يبدو كل ما يفعله الآباء يسير وفقًا للخطة، فتجد طفلك يعرف ما هو لائق وما هو غير ذلك، ويذهب للنوم مبكرًا ويستيقظ مبكرًا، ويظهر احترامه لمن هو أكبر منه سنًّا، ولكن عندما يصل إلى سن الثالثة عشرة يحدث انقلاب عكسي لشخصيته، وهذا ما يجعل الآباء يتساءلون كيف تحول ذلك الطفل المؤدب اللطيف إلى شخص لا يعرفه على الإطلاق؟ والحقيقة أن طفلك يمر بمرحلة المراهقة، التي تكون في سن بين الثالثة عشرة والتاسعة عشرة، وهي فترة حرجة بين الطفولة والبلوغ، وقديمًا كان يتم معاملة المراهقين معاملة البالغين، ولكن مع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ مصطلح المراهقة بالظهور والتطور إلى أن وصل إلى شكله الحالي.
أحد المجالات الرئيسة لدراسة فترة المراهقة هي الهرمونات، ولكن الهرمونات لها سمعة سيئة لدى الآباء، فإليها يعزون جميع سلبيات المراهقين من مزاج متغير وتمرد، ويلقون عليها باللوم، ولكن فكر في الأمر قليلًا عندما تنتاب طفلك ذا الثلاثة أعوام نوبة غضب، هل هنا نلوم الهرمونات؟ طبعًا لا، لأننا نعرف أنه ما زال طفلًا، ولم يتعلم بعد كيف يسيطر على نفسه، وهذا ذاته ما ينطبق على المراهقين،
فالمراهق يرى تلك الهرمونات لأول مرة، ومن ثم لا يعرف كيف يعدل استجابة جسده لتتناسب مع هذا التغير الجديد الحاصل له، وسعي المراهق وراء الإثارة، وعدم قدرته على اتخاذ قرارات ناضجة يزيد من إرباكه، ورغم أن العلماء عرفوا آلية عمل الهرمونات، فإنهم لم يتمكنوا من معرفة سبب اختلاف عملها بين المراهقين والبالغين إلا مؤخرًا.
وأثبتت الدراسات العلمية أن بعض الهرمونات تؤدي إلى نتائج عكسية لدى المراهقين، منها هرمون (THP)، الذي يتم إفرازه لتهدئة الفرد عند شعوره بالتوتر، إلا أنه عند المراهقين يسبب نتائج عكسية، إذ يزيد التوتر بدلًا من تخفيفه، وفي حين أن الهرمونات تفسر بعض ما يحدث لدى المراهقين، فهناك أمور أخرى كثيرة تحصل في دماغ المراهقين تؤثر فيهم عند اتخاذهم للقرارات، وتمنعهم من معرفة عواقب أفعالهم.
الفكرة من كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
هناك العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي تُنسج حول المراهقين، فمن منا لم يسمع عبارات من قبيل أن المراهقين مندفعون وعاطفيون؟ أو أنهم متمردون ولا يرغبون بأن تكون لأحد سلطة عليهم؟ ولكن كل هذا خطأ، فدماغ المراهقين يمر بمرحلة خاصة من التطور؛ نحن فقط لم ندرسها بشكل موسع.
وهذا الكتاب جاء ليقدم الصورة الواضحة عن المراهقين، وطريقة عمل أدمغتهم، فهم ليسوا مخلوقات فضائية صعبة الفهم، بل فقط أدمغتهم لم يكتمل نموها بعد، وسيكون هذا الكتاب دليلك للتعرف على المراهقين، ومعرفة آلية عمل أدمغتهم، وكيفية تفكيرهم في الأمور، وكيف أثر فيهم الغزو الرقمي، وكيف تؤثر فيهم المخدرات، كما ستشرح الكاتبة كيف تتعامل مع ابنك في مرحلة مراهقته، وبنهاية قراءتك للكتاب ستكون مدركًا لحدود المراهقين، وستعرف ما بوسعك فعله لتقدم لهم الدعم والنصح والإرشاد.
مؤلف كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
فرنسيس جينسين : كاتبة، وطبيبة، وعالمة أعصاب، وخبيرة دولية معروفة في تنمية الدماغ وبخاصة لدى المراهقين، وهي أستاذة ورئيسة قسم علم الأعصاب في كلية الطب “بجامعة بنسلفانيا”، وأجرت العديد من الأبحاث والدراسات حول طريقة نمو الدماغ من فترة ما بعد الولادة وحتى البلوغ، كما تقلدت العديد من المناصب مثل: “أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومديرة قسم علم حركة الأعصاب، ومديرة بحوث الصرع في مستشفى بوسطن للأطفال”، وقدمت العديد من المحاضرات حول الدماغ على نطاق واسع؛ مستفيدة من خبراتها العلمية والأسرية لكونها أمًّا لولدين، وكتاب دماغ المراهقين هو الكتاب الوحيد من أعمالها الذي تم نشره، وقد نال شهرة واسعة.
آمي إليس نات : كاتبة في مجال الصحة والعلوم في “صحيفة واشنطن بوست”، وفازت بجائزة “بوليتزر | Pulitzer” لعام 2011 عن سلسلة كتبها “حطام السيدة ماري | The “Wreck of the Lady Mary، وتخرجت في كلية سميث بشهادة البكالوريوس في الفلسفة واللغة الإنجليزية، وتحمل أيضًا شهادتي ماجستير من معهد ماساتشوستس في الفلسفة، وجامعة كولومبيا في الصحافة.
ومن أبرز أعمالها :
Shadows Bright as Glass
Brain Hacking.
معلومات عن المترجم :
معن الكشك: مترجم لدى الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجم العديد من الروايات “للكاتب جو نيسبو”، منها: “رجل الثلج”، و”الشبح”، و”الشرطة”.