الكرة الشاملة
الكرة الشاملة
عندما تم تعيين لورينزو مدربًا وطنيًّا لمنتخب الأرجنتين قبل كأس العالم 1962، حاول وضع نظام الكاتيناتشو، وجعل الليبرو يرتدي في التدريبات قميصًا لونه مختلف حتى يتسنَّى للاعبين رؤية دوره، إلا إنه وجد الوقت ضيقًا أمامه، فاستخدم طريقة (4-2-4) ولعب بها في البطولة، وقد قام “أوزفالدو زبيليا” الذي تولى قيادة نادي “استيديانتس” الأرجنتيني، بتطبيق بعض النقاط الجديدة ومن بينها اعتماده على تشكيل (4-3-3)، وقد شاع أسلوب زبيليا واكتسب شعبية في الأرجنتين، ومنها عبر قارة أمريكا اللاتينية بأكملها، وقد اعتمد في أسلوب لعب فريقه على الضغط إلى جانب خط التسلل العالي.
أحيانًا يكون العلم مهيأً للابتكار، ومن ثمَّ فإن “رينوس ميشلز وفاليري لوبانوفسكي” قد توصَّلا إلى الفكرة ذاتها التي ينبغي أن تُلعَب بها كرة القدم، وكانت اللعبة من وجهة نظرهم تتلخَّص في المساحات، وكيفية السيطرة عليها، وتوسيعها عند استحواذ الفريق على الكرة حتى يمكن الاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة، وكيف يُضيِّق على المنافس المساحات حين يفقد الكرة من أجل أن يجعل احتفاظ المنافس بها مهمة صعبة، كما شجَّعا اللاعبين على تبادل المراكز، فكانت تلك الأمور من الإبداع ما جعل كرة القدم لعبة مبهجة، وبالنسبة إلى اللاعبين الهواة فإن الضغط على حامل الكرة كان من المستحيلات، إذ يتطلَّب ذلك مجهودًا بدنيًّا وحركة مستمرة، ومستويات عالية من اللياقة، وقد تطوَّرت كرة القدم بما يكفي بعد انتهاء الحرب العالمية، وذلك بظهور التغذية الجيدة والعلوم الرياضية، ما جعل اللاعبين قادرين على الجري لمدة تسعين دقيقة هي عُمر المباراة، وبناءً على ذلك، فإن كرة القدم تطوَّرت من خلال تحسن القدرات البدنية بالإضافة إلى النظريات والتكتيكات.
وبالنسبة إلى “لوبانوفيسكي” فقد دار في داخله صراع بين كل من الفردية والنظام، ففي داخل اللاعب يريد أن يُراوغ بالكرة، ويبتكر الحركات والخدع، ويُحرج منافسيه، إلا إن لوبانوفيسكي اتَّبع المنهح النظامي عن طريق تحليل كرة القدم إلى عناصرها المكوِّنة لها، وبيَّن أن كرة القدم تتكوَّن من نظام مكوَّن من 22 عنصرًا يشكِّلون مجموعتين فرعيتين، ويتحرَّكون في مساحة محددة وهي أرض الملعب، ويخضعون لمجموعة من القيود وهي قوانين اللعبة، وفي حال تساوت المجموعتان فستكون النتيجة هي التعادل، أما إذا كانت إحداهما أقوى فسيكون لها الفوز، وقد اتُهم بأنه خنق الفردية، إلا إن الحقيقة أنه ساعد لاعبيه على أن يدركوا أنهم ليسوا بأفراد، بل إن المهارة الفردية لا نفع لها إلا في إطار نظام يخدم الفريق ككل، فالتكتيكات يتم اختيارها لتناسب الفريق لا اللاعب الأفضل، وعلى اللاعب أن يُلبِّي طلبات مدربه أولًا ثم بعدئذٍ تُتاح له الفرصة لممارسة تفوُّقه الفردي.
الفكرة من كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
يُبيِّن الكاتب تاريخ تكتيكات كرة القدم وتطوُّرها، مُستعرِضًا أبرز معالم تطور التكتيك والتشكيل في كرة القدم منذ ابتكارها، وذلك بدايةً من تشكيل (دبليو إم)، ومرورًا بالفوضى المنظمة التي ابتكرها السوفييت وإبداعاتهم التكتيكية، وصولًا إلى الكاتيناتشو الإيطالية
مؤلف كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
جوناثان ويلسون: هو صحافي وكتاب بريطاني مخضرم، متخصِّص في كرة القدم، ويكتب للعديد من الصحف في المملكة المتحدة كـ(الجارديان، والإندبندنت، وسبورتس إلستريتد)، ومن كتبه إلى جانب كتابه هذا:
خلف الستار: أسفار في عالم كرة القدم في أوروبا الشرقية.
تشريح إنجلترا: تاريخ في عشر مباريات.
معلومات عن المترجم:
أحمد لطفي علي: هو صحافي ومراسل اقتصادي، ومترجم، تخرَّج في كلية الآداب قسم اللغويات الإنجليزية والترجمة من جامعة حلوان بمصر عام 2002، ومارس العمل اللغوي والصحفي في عدة دول عربية، كما عمل في السابق مديرًا لتحرير مجلة “قطر اليوم” الصادرة من الدوحة، ومن ترجماته:
سيف فارس.
حكايات شعبية من هاواي.
سلسلة الحكايات الهندية.
إلى جانب كتاب “أقنعة الثقافة العربية”.