حياة القلق
حياة القلق
إنّ القلق والتوتر يؤديان إلى كبح الأداء والفاعليّة، وهما لا يُهاجمان أحدًا بشكل شخصيّ ولكن الناس هم الذين يختارون هذه الطريقة في العيش، بل وقد أصبح الأطفال يرتادون العيادات النفسيّة بكثرة حتى يتكيّفوا وسط هذا العالم!
وبالتأكيد فالجميع يريد لأطفاله السكينة والهدوء، وهذا ما يُحققه الحب! نعم.. فالحب هو الذي يساعد الطفل على تحقيق السلام الداخلي، لذلك إذا سلكت منهجًا في حب الحياة وقبول العالم والانفتاح عليه فسوف تحرر طفلك من قلقه، لأن القلق يشلّ الذهن عن التفكير كما يجب ألا تنمّي بداخل طفلك الإحساس بالذنب والعيش في الماضي، حتى لايتجمّد الشخص مكانه دون حراك! فتأنيب الضمير يجعل الشخص يعيش في أرق وخوف وانطواء، والطريقة التي تضغط بها على طفلك ليشعر بالذنب ما هي إلا حيلة للضعفاء، وقد يمارس طفلك هذه الطريقة ضدّك في المستقبل، لأنه تعلّم منك كيفية استغلال المشاعر الحساسّة لدى الآخرين.
وهناك أطفال لهم نمط شخصيّ معين يجعلهم ينظرون إلى العالم نظرة قلقة ومتوترة، هؤلاء الأطفال لديهم بعض السمات، مثل السعي الحثيث وراء التفوق وعدم الترويح عن النفس، والتنافسية الزائدة بحيث يقارن الشخص نفسه بأقرانه دائمًا، والاستعجال ونفاد الصبر، لأن هذا النوع من الأطفال بدلًا من أن يتمتع برؤية الغروب فهو ينشغل في احتساب الوقت الذي ستشرق فيه الشمس صباح اليوم القادم! بل ويغضبون غضبًا كبيرًا إذا كان هناك خطأ في المواعيد، كما أن هؤلاء الأطفال يميلون إلى هوس الترتيب ويتوترون عندما لا يفعل الآخرون مثلما يفعلون هم.
ومن واجبك كمسؤول ألا تقارن طفلك بالآخرين لكي لا تعزز مشاعر القلق بداخله، وألا تصنف الأشياء بطريقة مبالغ فيها كقولك: “هذا خطر جدًّا” و”هذا حاد جدًّا”.
وربما قد تكون هناك مكاسب نفسيّة تعود على الآباء حينما يلقون بالضغط على الأطفال وهو شعورهم بالفوقية عندما يهابهم الأطفال.
ولكن إذا أردت لأطفالك حياة دون قلق عليك أن تُنمّي مشاعر الطمأنينة بداخلهم، وأن تمنحهم فرصة الاختلاء بأنفسهم، ولا تنس أن تجعلهم يتصرفون بتلقائية كما يحبون.
الفكرة من كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
إنّ فترة الطفولة من الفترات التي تؤثر بشكل كبير في حياة الفرد، فكلّ شيء يحدث في مرحلة الطفولة قد تكون له آثار سلبية أو إيجابية في المستقبل! ولهذا لا بد من توليتها اهتمامًا بالغًا، إذ إن من حق كلّ طفل أن يحظى بتربيّة سويَّة في طفولته، وأن يحصل على الحبّ غير المشروط.
وفي هذا الكتاب، سوف يتحدّث الدكتور واين داير عن الأمور الإيجابية التي نطمح لها في مستقبل أطفالنا، وسوف يعلّمنا كيف ننمي بداخلهم مشاعر الارتياح والسعادة.
مؤلف كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
واين داير: وُلِدَ في10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “أوقف الأعذار!“، و”قوّة العزيمة“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة، محرر ومراجع ومترجم لبعض النصوص والكتب الأجنبية، منها كتاب: “عن قيادة التغيير“، وكتاب: “عن إدارة الذات“.