فضل واقتران اللغة العربية بالإسلام
فضل واقتران اللغة العربية بالإسلام
كانت الكتابة العربية للإسلام خيرًا من السيف، فكانت وسيلة التدوين لحفظ كلام الله وأحاديث رسوله، وكذلك دونت بها كتب الشروح والتفاسير، ومن ثم وسيلة الانتشار.
فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدرك أهميتها، فلذلك في غزوة بدر كان يطلق سراح الأسير إذا علم عشرة من صبيان المسلمين الكتابة، وكان أقرب الناس إلى نفسه هم كتاب الوحي، فكانت المصاحف تكتب في بادئ الأمر بالصورة اليابسة المنقوشة على الأحجار.
وبعد ذلك فطن خليفة المسلمين عثمان بن عفان لأهمية تدوين القرآن وجمعه في مصحف سمي بالإمام، وعندما اشتد قتال المسلمين في اليمامة وخيف على حفظة القرآن أن يستشهدوا، فأمر بنسخه ونشره في الأمصار.
وعندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية أصبحت الكتابة العربية وسيلة سياسية، لتواصل الخلفاء مع عمالهم في الأمصار وتسجيل الدواوين، لذلك كان الخلفاء يقربون منهم الكتبة، فكان لكل خليفة كتبته الذين يثق فيهم، ويوليهم رئاسة الدواوين منذ أن أدخل عمر بن الخطاب نظام الدواوين الذي أخذه عن الفرس.
وانتشرت اللغة العربية مع فتوحات العرب خارج شبه الجزيرة العربية التي بدأت في عهد عمر بن الخطاب أشد الانتشار، وكان أول شكل استخدام لها حينها على أصولها بالخط النبطي، ومن ثم ظهر التفنن والابتكار بها من الكوفة في عهد علي بن أبي طالب.
وبذلك أصبحت اللغة العربية هي لغة الفاتحين، وفضل مسلمو هذه البلاد المفتوحة اتخاذ الحروف العربية للكتابة في أمور الدين والدنيا على كتابتهم المحلية، حتى لا يضطروا إلى إتقان كتابتين مختلفتين، ورغم ذلك ظلت كتابة البلاد الأصلية باقية لحفظ تراثها القديم.
ففي إيران حلت الحروف العربية محل الحروف الفهلوية في لغة الفرس، وكذلك استخدمها الأفغانيون في كتابة لهجاتهم الباميرية، وفي الهند حلت محل حروف اللغة الأردية الهندوستانية ولغة أهل كشمير، وانتشرت الكتابة العربية حتى بلغت الصين، وجاوزت إقليم سيبيريا، استخدموها مع زيادة بعض الحروف على الأبجدية العربية بما يناسب أداء أصوات ومخارج ليست في لغة العرب.
وانتشرت في البقاع الإفريقية بعد فتح عمرو بن العاص لمصر وصارت الكتابة هناك على صورة الخط المدني مفضلة لتدوين الدواوين والمعارف، وقد ذاعت الكتابة العربية في الأندلس التي كانت دارًا للعلم لكل المرتحلين.
الفكرة من كتاب قصة الكتابة العربية
هل انبهرت يومًا بزخرفة النقوش والعبارات المكتوبة بالخط العربي على المآذن وداخل المساجد وفي المتاحف؟ هل تعرف قصتها، وأصول اشتقاقها؟
كيف ساعد ذلك الخط العربي فى نشر وحفظ الإسلام؟ وكيف ساعد الإسلام في تطور الكتابة العربية حتى انتهت إلى ما صارت إليه من تجويد وإبداع وفن؟
وما المخاطر التي تواجهها الكتابة العربية سواء باستبدال حروف لاتينية بها أو بإجراء تعديلات عليها؟
هي قصة مدهشة وطويلة، قصة خط لغة الضاد، سردها الكاتب في إيجاز يغني عن الكثير مع الاستعانة بأمثلة مصورة.
مؤلف كتاب قصة الكتابة العربية
إبراهيم جمعة: كاتب مصري قديم، له عدد من المؤلفات منها:
دراسة في تطور الكتابات الكوفية علي الأحجار في مصر في القرون الخمسة الأولى للهجرة.
قبرص الحسناء دليل سياحي باللغة العربية.
أبو زيد السروجي.
ديوان زكي قنصل الجزء الأول.
جامعة الإسكندرية والنقل عنها وتأثر العقل العربي بعلومها.