نشأة الخط العربي
نشأة الخط العربي
كيف أصبح للعرب الحجازيين خط انتشر في ما بعد بجميع الدول العربية من بعد أن كانوا أمة لا تعرف الكتابة أو التدوين؟
هناك عدة نظريات مختلفة لأصل اشتقاق الخط العربي منها:
نظرية التوقيف: وهي أكثر النظريات انتشارًا في جميع المصادر القديمة رغم عدم استنادها إلى أساس علمي أو تاريخي، وهي تنص على أن الخطوط توقيفية من الله، علمها لسيدنا آدم عليه السلام، فقام بكتابة الكتب المختلفة، وبعد أن حل الطوفان الذي أغرق الأرض، أصاب كل قوم كتابهم، وكان الكتاب العربي من نصيب سيدنا إسماعيل (عليه السلام) أبي العرب المستعربة، وأول من تكلم العربية وعلمها لبنيه.
ويتضح ضعف هذه النظرية أكثر تبعًا لقول المؤرخ الاجتماعي ابن خلدون في مقدمته: إن الكتابة هي مرحلة ثانية من مراحل الدلالة اللغوية، ومن نتائج التمدين، لما لها من ضرورة اجتماعية لجعل الكلمات المسموعة رموزًا، لذلك فهي لا تظهر عند البدو إلا المقيمين على حدود المدن.
النظرية الجنوبية (الحِميرية): تفضي هذه النظرية إلى أن الخط العربي مشتق من الخط المُسند الحِميري المكتشف في اليمن، ورغم انتشارها بين العرب فإنها لا تستند إلى أي دليل مادي، إذ لا توجد أي علاقة بين النقوش الحميرية والنقوش العربية الأولى عند مقارنتهما .
ربما يعود سبب هذا الاعتقاد إلى افتراض أن اليمن في القرن الأول والثاني قبل الميلاد في أثناء فترة حكم دولتي سبأ وحمير فرضت سلطانها السياسي والثقافي على بعض الأمم العربية في الشمال.
النظرية الشمالية (الحيرية): هذه النظرية يذكرها عدد من المؤرخين مثل البلاذري، على أن ثلاثة من قبيلة طيء قد وضعوا الحروف العربية على الحروف السريانية، وتعلم منهم قوم من الأنبار وعلموها لأهل الحيرة، فتعلمها منهم بشر بن عبد الملك الكندي من دومة الجندل وفي أثناء رحلاته التجارية نشرها في مكة والشام وأهل الطائف.
ولكن يوجد في الأمر شيء من الغرابة، إذ إن ظاهرة انتقال الكتابة بطبيعتها بطيئة وتحتاج إلى عدة أشخاص ناقلين، فلا يمكن أن تقترن بشخصية بشر وحدها، وكذلك لا يوجد ذكر له في كتاب الفهرست لعبد الله بن النديم.
النظرية الحديثة: تقول إن مملكة النبط أغارت على إقليم الآراميين، فاستخدموا لغتهم، واشتقوا لأنفسهم خطًّا يسمى النبطي، تطور ذلك الخط من صورته التي تميل إلى التربيع وصولًا إلى الخط العربي الذي يميل إلى الاستدارة، ومع ذلك بقيت آثار الخط النبطي على العربي في بعض الأقطار وكتابة المصاحف.
الفكرة من كتاب قصة الكتابة العربية
هل انبهرت يومًا بزخرفة النقوش والعبارات المكتوبة بالخط العربي على المآذن وداخل المساجد وفي المتاحف؟ هل تعرف قصتها، وأصول اشتقاقها؟
كيف ساعد ذلك الخط العربي فى نشر وحفظ الإسلام؟ وكيف ساعد الإسلام في تطور الكتابة العربية حتى انتهت إلى ما صارت إليه من تجويد وإبداع وفن؟
وما المخاطر التي تواجهها الكتابة العربية سواء باستبدال حروف لاتينية بها أو بإجراء تعديلات عليها؟
هي قصة مدهشة وطويلة، قصة خط لغة الضاد، سردها الكاتب في إيجاز يغني عن الكثير مع الاستعانة بأمثلة مصورة.
مؤلف كتاب قصة الكتابة العربية
إبراهيم جمعة: كاتب مصري قديم، له عدد من المؤلفات منها:
دراسة في تطور الكتابات الكوفية علي الأحجار في مصر في القرون الخمسة الأولى للهجرة.
قبرص الحسناء دليل سياحي باللغة العربية.
أبو زيد السروجي.
ديوان زكي قنصل الجزء الأول.
جامعة الإسكندرية والنقل عنها وتأثر العقل العربي بعلومها.