ميل واستعداد ثم قدرة
ميل واستعداد ثم قدرة
كيف تنشأ الأفعال منا وينبع السلوك الذي يميز بعضنا عن بعض، ويميزنا عن أنفسنا في مواقف دون أخرى؟ بدايةً هناك ما يسمى بالميل أو الانجذاب نحو موضوع معين أو فكرة معينة، وهذا الميل لا يكون ظاهريًّا، وإنما هو شعور نفسي إيجابي، وبالتالي نتيجة لتعدُّد الأفكار والمواضيع تعدَّدت الميول، فنشأ التنوع والاختلاف بيننا، ثم هنالك الاستعداد، ألا نسمع هذه الجملة كثيرًا: فلان لديه استعداد أن يتعلم ويتقن السباحة، أي لديه القابلية والإمكانية والقدرة لتعلم شيء ما أو مهارة ما في ظل الظروف المناسبة مع توافر الفرصة لذلك، ثم تأتي القدرة، والتي يمكن أن نربطها بالفعل كما ذكرنا في بداية الفقرة، فالقدرة هي الأداء والتنفيذ الحالي سواء كانت بتعليم وتدريب سابق أم لا، وتختلف قدرة الفرد مع الوقت، فمثلًا ما أستطيع فعله اليوم بمعدَّل معيَّن قد يقل أو يزيد معدَّل أدائي له في يوم آخر وهكذا، بالطبع تتنوَّع قدرة الفرد في شتى المجالات الحياتية المختلفة صغيرها وكبيرها، ويدخل تحتها القدرة الرياضية والقدرة الفنية والقدرة الميكانيكية والموسيقية، ويدخل تحتها الذكاء أيضًا، لكن منهم من يعتبره سمة شخصية، ومن أنواعه الذكاء الاجتماعي مثلًا ونحو ذلك.
بهذه الثلاثة (الميل والاستعداد والقدرة) يمكن أن نصل إلى الابتكار، والذي هو عملية عقلية معرفية أو نمط من التفكير التباعدي يتصف بالطلاقة والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات، وينتج عنه ناتج ابتكاري كما ينقل الكاتب، فبعد التعود بل والقدرة على أداء أمر معين لفترة يمكن أن يتحوَّل هذا الأداء الروتيني إلى أداء مبتكر جديد سواء نتج من قدرة حركية حسية أو حتى قدرة عقلية معرفية أو معنوية، وفي هذا ينقل الكاتب تعريفًا آخر يقول: “الابتكار عملية تفكير تحدث عندما يتمكَّن العقل من إدراك العلاقة بين شيئين بطريقة يتولَّد عنها ظهور شيء ثالث”.
الفكرة من كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
خلق الله الإنسان كائنًا فريدًا متميزًا عن سائر خلقه، بل إن ما أودعه الله فيه من عجائب الخلق والتكوين لهو آية من آيات الله التي أُمِرنا بالتأمل والتفكُّر فيها، بدايةً من اختلاف بصمات الأصابع إلى ما يجول في الصدور من خواطر وما يعترك فيها من انفعالات تنتج سلوكًا يتميَّز به كل فرد عن الآخر، وقد حاول العلماء أن يدرسوا ما الذي يمكن أن يؤثر في تلك الفروق التي تتنوَّع بين فرد وآخر، لا.. بل بين مجتمع وجاره وبين جنس ونقيضه! وهل هناك ما يمكن السيطرة عليه وتوجيهه لتحسين تلك الفروق؟ هل هناك أصلًا فروق بحاجة إلى أن تتحسَّن، ولماذا يُخضِعون البشر لمقاييس واختبارات ومعايير معينة؟ هل يجب أن نكون نسخًا وفق معيار واحد، أم أن هذه الفروق هي ما يميزنا كبشر أصلًا! تعالَ نطلع معًا على هذا الكتاب لعلَّه يجيبنا عن بعض هذه الأسئلة.
مؤلف كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
أسعد شريف الإمارة: عراقي الأصل، أستاذ جامعي وباحث سيكولوجي، حاصل على ليسانس علم النفس، وماجستير في علم النفس والإرشاد، ودكتوراه في الإرشاد والصحة النفسية، له كتابات ومؤلفات في هذا المجال، ومنها:
سيكولوجية الشخصية.
علم نفس الشواذ.
أسئلة نفسية حائرة.