علم نفس جديد!
علم نفس جديد!
قبل أن نخوض في هذا الموضوع علينا أولًا أن نفهم طبيعة الفروق الفردية، ونعلم أنه ربما يبدو من البديهيات باعتبار الكلمة نفسها، لكن ربما لعلماء النفس قول آخر، فقد تعدَّدت التعاريف التي أطلقها العلماء وحاولوا وصف الفروق الفردية بها، وابتداءً علينا أن نتفق على أنها سمة مشتركة بين الكائنات الحية لا تقتصر على الإنسان فقط، وبحسب تعريف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي هي عبارة عن الفروق الجسمية والنفسية والعقلية التي تميِّز فردًا عن آخر، بل توسَّعت التعريفات لتشمل دراسة التغيرات في الفرد نفسه، بمعنى فروق داخل الفرد وفروق بينه وبين من حوله، إضافةً إلى أن هذه الفروق قد تكون في نوع معين (مثلًا: الطول)، وقد تكون في درجة معينة في هذا النوع باعتبار مقياس معين، أي بنسبة الطول إلى مقياس يرى العلماء أنه المتوسط بين أفراد النوع سواء الإنساني أو الحيواني أو ما إلى ذلك، ويعد هذا نوعًا من أنواع الفروق الفردية الرئيسة، وهو الفروق الجسمية وهناك أنواع أخرى سنتطرق إليها لاحقًا.
حسنًا إذًا، ربما سمعت أحدهم في يوم ما يعترض على لون شعره مثلًا أو على عصبيته الزائدة ويقارن نفسه بقريبه أو صديقه الأفضل منه في هذه الجوانب، ترى هل هناك مؤثرات جعلت هذا على ما هو عليه، وذلك على ما هو عليه؟
هنا يدخل علم النفس الفارقي، فدراسة العوامل جزء من مجاله، فيدرس العوامل البيولوجية والفيزيائية والثقافية والبيئة التي نشأ فيها الأفراد أيضًا ومدى تأثير ذلك في تلك الفروق، ولكن في نهاية الأمر ما الهدف أصلًا من دراسة كل هذا؟
الهدف من ذلك فهم طبيعة السلوك الإنساني، وتحليلها وربما توجهيها أيضًا، ويُستفاد منه أيضًا في التربية، فيساعد على فهم سلوك الأطفال وقدراتهم وميولهم، وبالتالي حل مشكلاتهم الدراسية مثلًَا على مختلف المراحل، وكذلك من باب تطوير الأداء الجسمي أو النفسي من خلال معرفة ما يؤثر فيه وهكذا، والجدير بالذكر أن العالم البيولوجي جالتون هو أول من تصدَّر لعملية قياس الفروق الفردية بناءً على تجارب علمية واختبارات نفسية.
الفكرة من كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
خلق الله الإنسان كائنًا فريدًا متميزًا عن سائر خلقه، بل إن ما أودعه الله فيه من عجائب الخلق والتكوين لهو آية من آيات الله التي أُمِرنا بالتأمل والتفكُّر فيها، بدايةً من اختلاف بصمات الأصابع إلى ما يجول في الصدور من خواطر وما يعترك فيها من انفعالات تنتج سلوكًا يتميَّز به كل فرد عن الآخر، وقد حاول العلماء أن يدرسوا ما الذي يمكن أن يؤثر في تلك الفروق التي تتنوَّع بين فرد وآخر، لا.. بل بين مجتمع وجاره وبين جنس ونقيضه! وهل هناك ما يمكن السيطرة عليه وتوجيهه لتحسين تلك الفروق؟ هل هناك أصلًا فروق بحاجة إلى أن تتحسَّن، ولماذا يُخضِعون البشر لمقاييس واختبارات ومعايير معينة؟ هل يجب أن نكون نسخًا وفق معيار واحد، أم أن هذه الفروق هي ما يميزنا كبشر أصلًا! تعالَ نطلع معًا على هذا الكتاب لعلَّه يجيبنا عن بعض هذه الأسئلة.
مؤلف كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
أسعد شريف الإمارة: عراقي الأصل، أستاذ جامعي وباحث سيكولوجي، حاصل على ليسانس علم النفس، وماجستير في علم النفس والإرشاد، ودكتوراه في الإرشاد والصحة النفسية، له كتابات ومؤلفات في هذا المجال، ومنها:
سيكولوجية الشخصية.
علم نفس الشواذ.
أسئلة نفسية حائرة.