في التفاوض الكل فائز
في التفاوض الكل فائز
لا بد أن يدور التفاوض حول قضية ما؛ وقد تكون القضية قضية إنسانية عامة، أو اجتماعية أو اقتصادية، ومن خلال القضية المتفاوض بشأنها يتحدَّد الهدف التفاوضي، وأيضًا غرض كل مرحلة من مراحل التفاوض، فلا تتم أي عملية تفاوض من دون هدف أساسي تسعى لتحقيقه، فبناءً على الهدف تُقاس مدى تقدم الجهود التفاوضية، ومن شروط التفاوض القوة التفاوضية؛ وترتبط القوة التفاوضية بمدى السلطة التي تم منحها للمفاوض، وإطار الحركة المسموح له بالسير فيها.
وأيضًا من شروط التفاوض أن يملك فريق التفاوض المعلومات التي تتيح له الإجابة على الأسئلة الآتية: من نحن؟ ومن خصمنا؟ وماذا نريد؟ وكيف نستطيع تحقيق ما نريد؟ وبناءً على هذه المعلومات يتم وضع برنامج التفاوض، وأيضًا من شروط التفاوض مدى القدرة التفاوضية التي يتمتع بها أعضاء الفريق؛ ولذا من المهم أخذ ذلك في الاعتبار، عن طريق: الاختيار الجيد لأعضاء الفريق، وتحقيق الانسجام والتلاؤم بين أعضاء الفريق، والمتابعة الدقيقة لأداء الفريق المفاوض، وأيضًا من شروط التفاوض توافر رغبة حقيقية مشتركة لدى الأطراف المتفاوضة لحل مشاكلها، واقتناع كل منهم بكون التفاوض الوسيلة الأفضل لحل هذا النزاع.
وهناك مبادئ عدة للتفاوض، منها: الاستعداد الدائم للتفاوض، وعدم التفاوض أبدًا إذا كنت غير مستعد، والتمسك بالثبات الدائم وهدوء الأعصاب، وعدم الاستهانة بالخصم أو بالطرف المتفاوض معه، وعدم التسرُّع في اتخاذ قرار وكسب الوقت للتفكير، والاستماع أكثر من التكلم، والإيمان بصدق وعدالة القضية التفاوضية، والحرص والحذر وعدم إفشاء ما لديك مرة واحدة، واستخدام الأساليب غير المباشرة في التفاوض، وعدم البدء في الحوار التفاوضي بجملة استفزازية أو حركة تعبر عن الكراهية والتحدي، وعدم الانخداع بمظاهر الأمور، والاحتياط دائمًا من عكسها.
وعلى الرغم من أن اكتساب الكثير من المهارات يأتي عن طريق التعلُّم، فليس من السهل تعلم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، فالإنسان ملزم على اتخاذ القرار ولو ترتب على ذلك بعض الأخطاء، فعدم اتخاذ القرار هو أسوأ الأخطاء كلها، وأيضًا يحتاج اتخاذ القرار إلى عقلية متفتِّحة ومرنة، واتخاذ القرار ليس نهاية المطاف، لكن في الحقيقة هو بدايته، فبعد اتخاذ القرار تأتي الحاجة إلى التنفيذ، والتنفيذ يحتاج إلى المتابعة، فلا توجد مجاملات في اتخاذ القرار، ولا للتردد والتراجع؛ فهذا مبدِّد للجهد، ومضيع للوقت، ومؤثر في النفس.
الفكرة من كتاب التفاوض فن الفوز
نعيش في عصر المفاوضات، سواء بين الأفراد أو الدول أو الشعوب، فحياتنا تتمثَّل في سلسلة من المواقف التفاوضية، وترجع أهمية علم التفاوض إلى حتميَّته؛ حيث يعتبر المخرج الوحيد الممكن استخدامه للوصول إلى حل للمشكلة المتنازع بشأنها.
فيحاول الكاتب هنا عرض أساليب وطرق التفاوض الأفضل، ثم يتطرَّق إلى الإمكانيات الشخصية التي يجب توافرها في الشخص المُفاوض، ثم يوضح استراتيجيات التفاوض، ويوضح شروط التفاوض وعناصره.
مؤلف كتاب التفاوض فن الفوز
فيليب روبنز: أستاذ ومحاضر بجامعة أكسفورد