المعلم والحوار
المعلم والحوار
تتعدَّد الأساليب التي يتبعها المعلمون في إدارة العملية التعليمية وفقًا لطبيعة المنهج الدراسي وفاعلية تلك الأساليب مع الطلاب، وهي أساليب تبدأ من مجرد إلقاء وتلقين المادة إلى طرح الأسئلة أثناء الدرس والامتحانات المختلفة وعمل المشاريع وصولًا إلى الحوار كونه من الأساليب المتبعة وربما أنجحها وأكثرها فاعلية وبخاصةٍ في الصفوف الأولى المبكرة.
تتنوَّع أيضًا الأغراض التي يلجأ المعلم إلى الحوار بغرض تحقيقها، فمثلًا يريد أن يناقش قضية ما أو مشكلة وقعت في الصف، ويريد أن يعرف رأي الطلاب حول المادة والأسلوب المتبع في التدريس، أيضًا من باب تنمية مهاراتهم ومساعدتهم على التعبير عن أفكارهم، أيضًا من باب مساعدتهم على حل مشاكلهم التعليمية خاصة، ونحو ذلك، ومما يساعد أيضًا في قطف ثمرات الحوار الفعال أن يهيئ المعلم نفسه والبيئة لذلك، بمعنى أن يهيئ قاعة الدراسة أو يستعين بمكان آخر للقيام بجلسة حوارية يجلس فيها طلابه على شكل حَلقة مثلًا، قد يستغل الأماكن المفتوحة كساحات المدرسة أو الفصول المهيِّئة للأنشطة غير الصفية، أيضًا من الممكن أن يستعين بالوسائل التوضيحية بحسب المتوافر لديه، وهناك أفكار أخرى كثيرة ومتنوعة، إلا إن من المهم ألا تنسيه تلك الأفكار أن يهيئ الجانب الشخصي، بمعنى أنه هو أيضًا عليه أن يكون مستعدًّا بأن يعير انتباهه لطلابه ويستمع إليهم جيدًا، فقد يستعمل لغة الجسد مثلًا ويتأنَّى في اختيار كلماته التي يتفاعل بها معهم بأن تكون إيجابية متفهِّمة لهم، أيضًا إعادة تلخيص وصياغة ما يقولونه وطرح الأسئلة عليهم وإشراكهم في نقد المادة التعليمية والخروج بأفكار لتحسينها يشعرهم بأنفسهم وبأنهم جزء من العملية التعليمية نفسها.
بالطبع قد تخرج الأمور عن السيطرة من قِبَل المعلم أو الطلاب، تبعًا لعوامل منها: عدم اختيار الوقت المناسب أو الموضوع المناسب للحوار، وكذلك عدم القدرة على السيطرة، أو اختيار التصرُّف المناسب مع الأخطاء التي قد تقع من الطلبة من عدم الإنصات أو احترام آرائهم أو تحول الجلسة الحوارية إلى ساحة مصارعة جدلية!
وتبقى الطريقة الحوارية هي الطريقة المحببة والأبسط والأنفع بالنسبة لأطفالنا الطلاب.
الفكرة من كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
تعدُّ مهارة الحوار من المهارات المهمة والمفيدة لأي شخص، بالغًا كان أو طفلًا صغيرًا، وهنا يحاول الكاتب أن يؤصِّل لأهمية هذه المهارة ويوزِّع الأدوار باعتباره ممارسًا سابقًا على كلٍّ من الأسرة والمدرسة وبخاصةٍ المعلم والمرشد الطلابي، كما يُقحم وسائل أخرى ويرينا من زاوية أخرى تأثيرها البالغ في مهارة كهذه بلغة بسيطة وبأمثلة سهلة ميسَّرة لمن أراد الاستفادة.
مؤلف كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
سلمان خلف الله: معلِّم وأستاذ تربوي، استفاد من خبرته وتجربته في مجال التعليم، وخرج بهذا البحث، وله أيضًا كتاب آخر بعنوان “منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع الناشئة”.