مقدِّمة عامة
مقدِّمة عامة
تعدَّدت التقسيمات حول مراحل النمو وكل تقسيم ينطلق من معايير ونظرة معينة بحسب الباحثين في هذا المجال، والتقسيم الذي ذكره الكاتب هنا هو تقسيم بياجيه، فيقسم مراحل النمو إلى خمس مراحل؛ فتبدأ بالمرحلة الحسية الحركية منذ الولادة وحتى العام الثاني، وتتمتَّع هذه المرحلة بنمو واضح للوظائف الحيوية كالكلام والمشي والسمع والبصر، ثم المرحلة الثانية: المرحلة قبل المفهومية، والتي تسبق المدرسة، يعني حتى الرابعة من عمر الطفل، حيث لا يزال معدَّل نمو الوظائف في ازدياد، وكذلك الحصيلة اللغوية أيضًا كما تتميَّز باتساع الخيال، ثم المرحلة الحَدسية أو مرحلة المدرسة من الرابعة وحتى السابعة، وفيها لا يزال الجسد ينمو بشكل سريع وبخاصةٍ المخ، كما أن الغرائز والأهواء والمزاج تبدأ في الظهور أيضًا نتيجة لشعوره باعتماده على نفسه أكثر من والديه، حتى المرحلة المحسوسة التي تمتدُّ حتى الحادية عشرة من عمر الطفل، نعم تزداد فيها القدرات العقلية واللغوية لكن يتباطأ فيها النمو الجسدي على عكس ما سبق، وينتقل هنا من عالم الخيال إلى عالم الواقعية، وتنتهي هذه المراحل بمرحلة العمليات الصورية وتستمر حتى الرشد أو المراهقة، فهذه هي المرحلة التي تحدث فيها تغيُّرات كثيرة على مختلف الأصعدة، وبالتالي تحتاج إلى تفهُّم ومشاركة وتربية واعية، وهذه المراحل بشكل عام متأثِّرة بعضها ببعض، كما أنها تحدث بشكل تدريجي متعاقب كما يسميه الكاتب، فمرحلة الجلوس قبل الوقوف ومرحلة الوقوف قبل المشي، وهكذا.
بهذا النسق تبدأ شخصية الطفل بالتكوُّن جنبًا إلى جنب مع النمو الجسدي بحسب المدخلات التي يتلقَّاها ومقدار التعليم والخبرات التي يمر بها، لكن لحظة.. ما هي الشخصية أصلًا؟ ماذا نعني بهذه الكلمة؟
بمنتهى السهولة تتمثَّل في مجموعة من الصفات الجسمية والعقلية والاجتماعية والخلقية التي تميِّز الشخص عن غيره تمييزًا واضحًا، كما يخبرنا الكاتب، بالطبع يؤثر في تلك الصفات عوامل متعدِّدة كالبيئة التي يعيش فيها الطفل والعوامل الوراثية أيضًا وبالطبع الدين، وهنا تأتي أهمية مهارات معينة تساعد على نمو الشخصية بشكل متزن وصحي كالحوار والإنصات والاحتواء ودعم القدرة على التعبير عن الأفكار والنقد، ونحو ذلك.
الفكرة من كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
تعدُّ مهارة الحوار من المهارات المهمة والمفيدة لأي شخص، بالغًا كان أو طفلًا صغيرًا، وهنا يحاول الكاتب أن يؤصِّل لأهمية هذه المهارة ويوزِّع الأدوار باعتباره ممارسًا سابقًا على كلٍّ من الأسرة والمدرسة وبخاصةٍ المعلم والمرشد الطلابي، كما يُقحم وسائل أخرى ويرينا من زاوية أخرى تأثيرها البالغ في مهارة كهذه بلغة بسيطة وبأمثلة سهلة ميسَّرة لمن أراد الاستفادة.
مؤلف كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
سلمان خلف الله: معلِّم وأستاذ تربوي، استفاد من خبرته وتجربته في مجال التعليم، وخرج بهذا البحث، وله أيضًا كتاب آخر بعنوان “منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع الناشئة”.