تجريد الزعم وقلبه
تجريد الزعم وقلبه
بعد معرفة الفرق بين العوامل الرئيسة والثانوية في فهمها لزعم معروض، وبين العلم الحقيقي والزائف، كيف نقيم الزعم أساسًا؟ تقع هذه الاستراتيجية في ثلاث خطوات لا تتطلب تخصصًا في مجال البحث الذي تبحث عنه، الخطوة الأولى: تجريد الزعم وقلبه، الخطوة الثانية: تتبع الزعم، الخطوة الثالثة: تحليل الزعم، نبدأ دائمًا بمحاولة تبسيط كل مقترح إلى معادلة تعبر عن ماهية التغيير والنتيجة واحتمالية تحقق النتيجة.
تتكون خطوة تجريد الزعم من عدة عناصر، أولها: اكتساب فكرة واضحة ومحددة عن الأمر المزعوم وحدوده، ثانيًا: تجريد الزعم من المشاعر العاطفية مثل الأمل والغضب وغيرهما، ثالثًا: التجرد من تأثير العوامل الثانوية، كأن الزاعم يشبهك أو الانحياز التأكيدي وسبق وناقشناه بالفقرة الأولى، رابعًا: التخلص من التشبيهات التي يحاول الزعم أن يضعك في وسطها، مثلما اختزلت حرب العراق في صدام، وشبهه الإعلام بهتلر فاستعادت الجماهير عواطف الكراهية القديمة.
والنصف الثاني من الخطوة هي قلب الزعم، نبحث عندها عن إجابة سؤال ماذا سيحدث عند عدم اتخاذ قرار التغيير المزعوم من الأساس، هل ستتحسن الأمور أم لن تتغير أم ستنقلب إلى الأسوأ، أي الخروج من نظرية تأطير الخيارات، فأحيانًا الطريقة التي يتم بها وصف الخيارات المزعومة يضعها في صورة أنها أمل النجاة الوحيد، بينما من الممكن أن يكون عدم اتخاذ أي قرار هو أفضل وضع حالي ممكن.
وإذا كان الزعم عملية وعبرت الخطوة الأولى، فإن تقييم الزعم ينقسم إلى ثلاثة عناصر أساسية، أولها كيف تتعرف على التغيير الإيجابي؟ وما هو حجمه المتوقع؟ ومتى تتوقع ظهوره؟ وهناك بعض المزاعم التي لا تحتاج أصلًا إلى بذل تلك المجهودات للتحقق منها، فإذا كانت قديمة أو من النوع البائد وحدث لها إحياء وإعادة بعث إلى الساحة وترديدها، أو إذا كانت غامضة بشكل يعسر عليك تكوين فكرة واضحة عنها، فإنها جديرة بعدم الانتباه.
الفكرة من كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
إننا نعيش في عصر نتعرض فيه بصورة مباشرة ومستمرة إلى صور ممنهجة خارج إدراكنا، بهدف إقناعنا بتصديق فكرة ما أو بعمل فعل معين، وأسهل طريقة لإقناعنا هي إلباس هذه الصور لباس العلم الجاد الموثوق، ويتم خداعنا في كثير من الأحيان بعلم زائف أو ادعاءات كاذبة، ولكن بعد فوات الأوان وترك هذه الأفكار تؤثر في سلوكنا واتخاذنا للقرارات الخطرة، مثل ما يركز عليه هذا الكتاب في قضايا مثل التعليم، فكيف نستطيع التفريق بين العلم المستند إلى دراسات حقيقية وبين العلم الزائف؟ وما العوامل أو التصرفات التي نرتكبها ويستغلها المخادعون لإقناعنا؟ وما هي أشهر تكنيكاتهم؟ وماذا نفعل لنتأكد من صحة الدراسات في غير مجال تخصصنا؟
مؤلف كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
دانيال تي ويلينجهام: حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد عام 1990م، وكان أستاذًا لعلم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، وتختصُّ أبحاثه الأخيرة بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال حتى المرحلة الثانوية، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان اسأل العالِم المعرفي في مجلة أمريكان إديوكيتور، ومن أشهر كتبته: لماذا لا يحب الطلاب المدرسة؟
معلومات عن المترجم:
تخرجت صفية مختار في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 2007م. وفضلًا عن كونها مُترجِمة فهي كاتبة وشاعرة، نُشر لها العديد من الأعمال في الصحف، مثل صحيفة المصري اليوم وجريدة الشارع ومجلة كلمتنا ومجلة الثقافة الجديدة، ولها مجموعة قصصية بعنوان وسال على فمها الشيكولاتة.
عملت في مؤسسة هنداوي حتى عام ٢٠١٨ في وظيفة مُترجِم أول؛ إذ تولت ضمن فريق المترجمين بالمؤسسة مسؤولية ترجمة الكتب من مُختلِف المجالات، وتَرجمَت خلال حياتها المهنية العديدَ من الكُتُب مع مكتبة جرير، ومن ضمنها: المسار السريع للتسويق، والمسار السريع للأمور المالية بالإضافة إلى بعض روايات أجاثا كريستي.