العلم الجيد من منظور العلماء
العلم الجيد من منظور العلماء
إذا كنت تؤمن بفكرة ما ثم اقتنعت بأخرى مضادة لها، فإنك تلجأ إلى ما يسمى بنظرية التنافر المعرفي محاولًا تغيير إحداهما لتوافق الأخرى، ولذلك نحن بحاجة إلى معرفة مم يتكون العلم لكي نحكم على الأفكار، وكيف نفرق بين العلم الجيد والزائف عن طريق معرفة مبادئ العلم الحقيقي، وتتكون دائرة العلم من الملاحظة ووضع النظرية ثم اختبارها.
عند تطبيق تلك الدائرة على مجال التعليم نواجه مشكلات في كل جزء، فالملاحظة يمكن تطبيقها على العالم الطبيعي المادي المطرد، ومع صعوبة قياس مهارات تعليمية أو قدرات فكرية مثل الإبداع والابتكار والتعاون، وقيم مثل المواطنة، فإن الاختيار المناسب للمشكلة المراد ملاحظتها وقياسها يؤثر بشدة في نتائجها.
بينما وضع النظرية يستلزم اختبارها وإمكانية نقدها من العلماء، وخضوعها للتحسين المستمر بتصحيح أخطائها، وزيادة قدرتها التفسيرية للظواهر أو المشكلة الملاحظة، ويتم استخدامها رغم ثبوت قصورها في بعض الجوانب حتى يتم إيجاد نظرية ذات قدرة تفسيرية أعلى، أي أنه لا يتم فجأة عند اكتشاف خلل ما.
أما بالنسبة إلى الاختبار أو التجربة فإن أغلب مشكلاتها تقع في الإحصاء، كمفارقة سمسون أو تأثير توقع التجربة، إذ يقوم الراصد بإرشاد المتطوعين إلى الإجابة الصحيحة دون أن يشعر، سواء بنبرة صوته أو بحركة ما، أو أن تكون عينة المتطوعين غير ممثلة للفئة محل الدراسة، أو الإيحاء بقرب نهاية التجربة مما يحفز المتطوعين لإبداء استجابات غير طبيعية بهدف ترك انطباع حسن، وأخيرًا الخلط بين الارتباط والسببية كنتيجة لاشتباك العوامل وتعددها، فكون تزامن ظهور عامل ما مع حدث معين لا يعني أنه مسؤول عنه أو سببه.
نقطة إضافية مهمة وهي مراجعة الأقران، كونها الطريقة الوحيدة للتأكد من سير الأمور بالطريقة الصحيحة، التي تستلزم من العالم وصفًا كاملًا للتفاصيل الدقيقة للتجربة بحيث يستطيع أي عالم آخر أن يعيد إجراءها من جديد.
ويستند العلم الجيد إلى عدة مبادئ، أهمها أنه متغير ويصحح نفسه ذاتيًّا، ويطبق على العالم الطبيعي أو المادة، ويمكن دحض نظرياته، وأن اختباراته تجريبية علنية، وأنه تراكمي بصورة مستمرة.
الفكرة من كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
إننا نعيش في عصر نتعرض فيه بصورة مباشرة ومستمرة إلى صور ممنهجة خارج إدراكنا، بهدف إقناعنا بتصديق فكرة ما أو بعمل فعل معين، وأسهل طريقة لإقناعنا هي إلباس هذه الصور لباس العلم الجاد الموثوق، ويتم خداعنا في كثير من الأحيان بعلم زائف أو ادعاءات كاذبة، ولكن بعد فوات الأوان وترك هذه الأفكار تؤثر في سلوكنا واتخاذنا للقرارات الخطرة، مثل ما يركز عليه هذا الكتاب في قضايا مثل التعليم، فكيف نستطيع التفريق بين العلم المستند إلى دراسات حقيقية وبين العلم الزائف؟ وما العوامل أو التصرفات التي نرتكبها ويستغلها المخادعون لإقناعنا؟ وما هي أشهر تكنيكاتهم؟ وماذا نفعل لنتأكد من صحة الدراسات في غير مجال تخصصنا؟
مؤلف كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
دانيال تي ويلينجهام: حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد عام 1990م، وكان أستاذًا لعلم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، وتختصُّ أبحاثه الأخيرة بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال حتى المرحلة الثانوية، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان اسأل العالِم المعرفي في مجلة أمريكان إديوكيتور، ومن أشهر كتبته: لماذا لا يحب الطلاب المدرسة؟
معلومات عن المترجم:
تخرجت صفية مختار في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 2007م. وفضلًا عن كونها مُترجِمة فهي كاتبة وشاعرة، نُشر لها العديد من الأعمال في الصحف، مثل صحيفة المصري اليوم وجريدة الشارع ومجلة كلمتنا ومجلة الثقافة الجديدة، ولها مجموعة قصصية بعنوان وسال على فمها الشيكولاتة.
عملت في مؤسسة هنداوي حتى عام ٢٠١٨ في وظيفة مُترجِم أول؛ إذ تولت ضمن فريق المترجمين بالمؤسسة مسؤولية ترجمة الكتب من مُختلِف المجالات، وتَرجمَت خلال حياتها المهنية العديدَ من الكُتُب مع مكتبة جرير، ومن ضمنها: المسار السريع للتسويق، والمسار السريع للأمور المالية بالإضافة إلى بعض روايات أجاثا كريستي.