الفضائل الاجتماعية
الفضائل الاجتماعية
أحيانا نوضع في مواقف يتم إجبارنا فيها على إعطاء رد حالي واضح، وعلينا أن نرفض أولًا هذا الحصار ونطلب مزيدًا من الوقت لنتمهل في التفكير والرد إذا كان الأمر مهمًّا، أو نعطي ردًّا غير ملزم ونترك الاحتمالات مفتوحة، فقد نعود ونقبل أو نرفض الطلب عندما نجمع المعلومات الكافية ونفكر في النتيجة ونزن ما سنحصل عليه وما سنضحي به.
قد يساعدنا التفضيل بين عدة خيارات متاحة على اختيار الأفضل، وقد نطلب مهلة زمنية محددة للرد، أو نطرح أسئلة للحصول على المزيد من التفاصيل لكي يتضح الطلب أكثر ونتمكن من تحليله.
قد تتم دعوتك لمناسبة اجتماعية؛ زفاف أحد أصدقائك أو حفل تخرجه أو عيد ميلاده، فلا تندفع في الموافقة بسبب شعورك بالسعادة والامتنان أنك مهم ويتم تذكرك في المناسبات، لا تنس ترتيب أولوياتك وحياتك الاجتماعية ووقت فراغك الخاص، تفحصهم أولًا وإذا وجدت الدعوة غير مناسبة فعليك أولًا شكر صاحبها وتهنئته، ثم الرفض بلطف شديد وبإبداء علامات التأسف مع إرفاق اعتذار وعذر مقبول.
لا تبالغ في عرض خدماتك على بيئتك الاجتماعية وتبادر بالمساعدة طوال الوقت، لأن ذلك سيرفع معدلات الطلبات التي ستستقبلها، لا تسمح لأحد بأن يملي عليك طلبه بلهجة آمرة، ولا تصدق عبارات الترجي، وحاول دائمًا التفكير في الأولويات وأن تتوقع العواقب المترتبة على تأدية هذه الخدمة أو الطلب على حساب أولوياتك وقائمة مهامك، أحيانًا قد يكون العيب في ظروف الشخص نفسه، فاطلب منه تعديلها لكي تناسب مهامه.
إذا فعلت كل ذلك ثم اتضح أن الأمر هام وجاد ويستحق وقتك ومجهودك المبذول فكن حازمًا في تحديد وقت للمساعدة لا تتعداه، وإذا احتجت إلى المزيد من المساعدة فاطلب معونة الشخص نفسه، وقد تستغلها فرصة لتعليمه كيف يفعل هذا الأمر بنفسه.
الفكرة من كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
إن التصور الصحي لأي علاقة هو القيام على التوازن والتبادل، فأن تعطي وتأخذ هو جوهر العلاقة، وأي زيادة في أي طرف يحول العلاقة الصحية إلى اتكالية استنزافية تؤثر بالسلب في طرفيها، وتكون معاناة أحدهما أكبر من الآخر خصوصًا إن كانت لديه صعوبة في رفض أي من الطلبات التي تنهال عليه، مستنزفة وقته ومجهوده، ضاربة بنظام حياته عرض الحائط.
للحفاظ على التصور السليم للعلاقات المختلفة داخل إطار العمل أو الصداقات أو العائلة والدائرة الاجتماعية يجب تعلم قول كلمة لا عندما تحتاج إليها، ستكون تلك الكلمة السحرية كالمنقذ من الهلاك والغرق في الالتزامات والشعور بالإحباط والوقوع في ورطة أنه قد تم استغلالك، هذه ليست دعوة للأنانية بل هي حماية لحياتك الخاصة، فلا يوجد تعارض بين رغبتك بمساعدة الآخرين وتحديدك لأولوية المهام ونطاق تلك المساعدات وأي منها الضروري، وما الأساليب التي تورطك كل مرة في الموافقة، وكيف تخرج من المواقف المحرجة التي تفرض عليك قول نعم.
مؤلف كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
سوزان نيومان: اختصاصية في علم النفس الاجتماعي وخبيرة في تربية الأطفال، لها إسهامات عديدة في مجال التربية، إذ يبلغ عدد مؤلفاتها خمسة عشر كتابًا تدور حول العلاقات، محاولة حل مشكلاتها وتأسيسها بشكل صحي، احتل بعضها قائمة الأكثر مبيعا في أمريكا.
لها عدة أعمال بحثية ومشاركات في مجلات كبيرة مثل “سيدات المنزل” و “تلجراف لندن”، وقدمت عدة حلقات في برامج تلفزيونية مثل “صباح الخير يا أمريكا” و”عرض اليوم”، من أهم كتبها “تربية طفل وحيد”.