أجِب عن أسئلة طفلك
أجِب عن أسئلة طفلك
لنتطرق قليلًا إلى بعض العادات الواجب ترسيخها في العلاقة بين الأبوين والأبناء، فمثلًا من المهم أن يخلق الأب صداقة بينه وبين الابن تزداد مع التقدم في العمر، ولكي يحدث ذلك، فعلى الزوجة أن تقدم عطفها واحترامها للزوج أمام الطفل لترسيخ علاقة الاحترام بين الابن والأب، وبوصفك أبًا يجب أن تعلم أنَّ فمَه أكثر يقظة من عقله، وأن الحلوى أفضل لديه من الكتاب الجديد، فلا مشكلة إذا أدخلنا الترفيه بدلًا من الجدية المستمرة خصوصًا إذا كان طفلًا صغيرًا، والأب الذكي هو الذي يدخل بيته وفي يده ولو هدية صغيرة لابنه.
كما أنك في حاجة إلى أن تنظر إلى الدُّنيا بعيونهم، فالأطفال ممتلئون بالمشاعر الفطرية التي تجعلهم يحبون من يُعطيهم العاطفة والاهتمام، وهذا ما ينمو عند غياب العقاب المتكرر، ولتتفهَّم أن الأسئلة المتكررة للطفل تبدأ في سن الثالثة أو الرابعة تقريبًا، وبشكل قد يبدو مزعجًا، لكنها الطريقة التي سيتحدد بها جزء كبير من شخصيته عند الكبر، وعليك أيها الأب أن تُقدر ذلك وأن تنظر إلى أسئلته على أنها جزء من عملية التعلم الطويلة في حياته، وأن تُعطيه الإجابات المبسطة دون تفاصيل، كما عليك الابتعاد عن تلك الإجابات السلبية مثل “عليك فعل ذلك لأنني أمرتك به”، أو “إنك مُتعِب بأسئلتك”، لكن ماذا تفعل في حالات الحزم؟
في الواقع، إن أغلب الحالات لا تتطلب حزمًا، لكن الأبوين لا يتحلَّيان بالصبر الكافي، فلا داعي لاستخدام اللهجة الصارمة دائمًا في أمور كغسل اليدين أو ترتيب المكان أو ما إلى ذلك، ولا يُنصح باستخدام كلمة “لا” إذا أنهى طفلك دروسه ثم استأذن في اللعب، لكن استخدمها إذا أراد شراء لعبة وهو قد اشترى أخرى قبلها بأيام قليلة، وهنا توضح له مبررات رفضك بحكمة.
الفكرة من كتاب كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): “رحم الله أمرأً أعان ولده على برِّه”، ولا شك في تأثير السنين الأولى من عمر الإنسان في بقية حياته، وتلك السنون الأولى هي الفترة التي يرى فيها المرءُ أولى لحظاته بين يدي أبويه اللذين سيكون لهما تأثيرٌ كبيرٌ في جعله إنسانًا ناجحًا أو فاسدًا.
وإن التربية في حد ذاتها فنٌّ ومهارة، تحتاج إلى صبرٍ وحكمة وقدرة على التعامل مع كل موقف يظهر من الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم، فتلك أمورٌ تحتاج إلى لطفٍ، وهذه أخرى تحتاج إلى حزم وشدة، ويناقش هذا الكتاب فنّ معاملة الأبناء وتربيتهم في مثل هذا الزمان.
مؤلف كتاب كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
حسان باشا: طبيب ومؤلف سوري، حاصل على شهادة عضوية الكلية الملكية للأطباء الداخليين في بريطانيا، وله عدد من المؤلفات الطبية والتاريخية والتربوية، ومن أهم مؤلفاته:
الثقافة الطبية : متعة الحياة.
هكذا كانوا يوم كنا.
أسعد نفسك وأسعد الآخرين.