الإعلام كطرف ثالث!
الإعلام كطرف ثالث!
الزمان الذي نعيش فيه الآن مختلف عن الأزمنة من قبل، فبدلًا من أن يشترك أجدادنا وكبارنا في تربية أبنائنا يشترك معنا الإعلام كمؤثر خارجي بشكل إيجابي أحيانًا وسلبي في أحايين كثيرة.
تتمثَّل خطورة الإعلام في كونه مؤثرًا من جوانب عديدة في الإنسان صغيرًا كان أم كبيرًا، يزاحم في ذلك ويضع نفسه أمام التأثير الأسري، فنجده يؤثر في العقيدة ابتداءً، ومن ثم في الأخلاق والقيم من خلال ما يعرض في الأفلام والمسلسلات وغيرهما من ترويج للفحش والقتل والخمر والمخدرات والعري والاختلاط وغير ذلك مما لايعد ولا يحصى في هذا الجانب تحديدًا، نجد أيضًا أن التعرُّض غير المنظَّم لوسائل الإعلام عزل الإنسان عمَّن حوله وجعله مكتفيًا بالمتابعة، مفضِّلًا لها على الخلطة والزيارات والتعارف الحقيقي الواقعي وغير ذلك على المستويات النفسية والأسرية والصحية وغيرها.
بما أن وجود الإعلام وتأثيره واقع لا بد منه، فكيف نقلِّل من حجم الأضرار السلبية علينا وعلى أبنائنا بشكل خاص؟ يعرض الكاتب مجموعة من الوسائل، فمثلًا يرى أن تقوية الجانب الديني وتنشئة الأطفال على العقيدة الصحيحة قرآنًا وسنة، علمًا وعملًا ومعاملة يساعد على صنع رقابة ذاتية في نفوسهم وتحلِّيهم بمكارم الأخلاق التي يستطيعون من خلالها نقد، بل وبغض ما يعارض هذا الأساس أو الفطرة السوية بمعنى أصح، أيضًا إشراكهم في النشاطات الاجتماعية كالزيارات العائلية وقضاء حاجات الأسرة وخدمتها، الأهم من ذلك كله الأسرة نفسها، توعية الوالدين أنفسهم بما للإعلام وما عليه، وجودها وحضورها في حياة أبنائها ومشاركتهم بما يشاهدونه وتعليمهم مهارة النقد والتحليل أيضًا وجود نظام أسري بأوقات ومواعيد محددة ومنضبطة لاستعمال وسائل الإعلام المختلفة.
بالطبع ليست جوانب الإعلام كلها سيئة، ولا آثاره كلها سلبية، من بعض الجيد فيها أنها تتيح للطفل التعرُّف على ثقافات مختلفة، والاطلاع على بيئات بعيدة عنه، أيضًا عرضها لمجموعة من البرامج النافعة كبرامج الأخبار ونقلها للأحداث العالمية البعيدة عنا، وكذلك برامج التربية والصحة والبرامج الشرعية وما إلى ذلك، في النهاية هي سلاح ذو حدين بطبيعة الحال.
الفكرة من كتاب اجعل ابنك يثق بنفسه
حين يُقدم المرء على اتخاذ قرار تكوين الأسرة بادئًا بالزواج ثم الإنجاب والتربية، عليه أن يعلم أنه مُقدِم على مسؤولية شريفة وأمانة عظيمة إن هو احتسب الأجر فيها وأعدَّ لها عدتها، فأن تكون مسؤولًا عن زوجة/ زوج ثم عن أبناء تمرُّون معًا بمراحل حياتية مختلفة وأحداث يومية متجدِّدة أمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة واحتساب، ويحتاج أيضًا إلى تزكية للنفس وتعلُّم ومحاولة اكتشاف ومعرفة نفس الآخر ويحتاج إلى فقه للواقع المعيش وطرق التعامل معه وإلى ترتيب لأولويات الحياة، فالتربية الحسنة تبدأ من قبل أن يأتي طفلك، تبدأ منذ اختيارك لشريك حياتك، ثم تتغيَّر صورها مع الوقت، واطمئن فلست وحدك، المدرسة معك، أسرتك الكبيرة معك والمسجد أيضًا وربما الإعلام، في نهاية الأمر تبقى البيوت غراسنا: زراعتنا.. عنايتنا.. بها تحدِّد وتسفر عن حصادها مع مرور الأيام، وحتى يبلغ بنا الكبر عتيًّا، نبرُّهم اليوم فيبروننا غدًا.
عن التربية والمراهقة، وعن البر والعقوق، وعن المؤسسات التربوية والقصص الواقعية والأمثلة الحياتية يتحدَّث هذا الكتاب.
مؤلف كتاب اجعل ابنك يثق بنفسه
خالد عبدالله الشمروخ: مواليد دولة الكويت عام 1967م ، حاصل على ثلاث شهادات أكاديمية: علم النفس التربوي من كلية التربية جامعة الكويت، ومحاسبة بكلية الدراسات التجارية بالكويت أيضًا، وعلوم عسكرية بالكلية العسكرية بالكويت، وهو ناشط إعلامي واجتماعي، وله برامج إذاعية وتلفزيونية، وكاتب في عدة صحف كويتية، له كتاب آخر بعنوان: “كيف تواجه الجمهور بثقة؟”.