التحصيل الدراسي
التحصيل الدراسي
من المهم هنا أن نتحدث عن مسؤولية الأسرة تجاه التعليم بمراحله المختلفة، والحقيقة أن نجاح العملية التعليمية وارتفاع معدل التحصيل الدراسي لدى الطالب تؤثر فيه عوامل كثيرة: الأسرة والمدرسة والمعلم بجانب الطالب نفسه، وهو موضوع مهم جدًّا ومؤثر، لا على مستوى الفرد نفسه ولا على مستوى الأسرة فقط، بل على مستوى المجتمعات أيضًا، والواقع يشهد بذلك؛ قارن بين المناطق العشوائية مثلًا ونقيضها، بالطبع ليس التعليم العامل المؤثر الوحيد في تقدم المجتمعات وتطورها، لكنه من أهم العوامل.
أما عن المؤثرات الثلاثة فنبدأ بالأسرة، ومن العوامل التي تؤثر في تحصيل الطالب من قِبَل أسرته: مستوى الأسرة الاقتصادي “المادي” ومدى استعدادها لتحمُّل نفقات وتبعات التعليم، وإلى أي مدى ينظرون إلى مستقبل أبنائهم، وكم رأينا من أسر يجبرون أبناءهم على العمل وهم صغار نظرًا إلى الوضع الاقتصادي للأسرة، فإما أنهم لا يعلمونهم أو يخرجونهم من التعليم لغرض العمل والنفقة، وكذلك استقرار الأسرة والتوافق بين أفرادها وحسن المعاملة بين الوالدين، والتي تنعكس على الأبناء بالطبع من أهم العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي، وكذلك تشجيع الأسرة وتحفيزها لأبنائها ومتابعتهم والمتابعة بين أولياء الأمور والمدرسة ونحو ذلك، كلها من العوامل المتعلقة بالأسرة.
أما عن المدرسة فيذكر الكاتب عوامل منها تسلُّط الإدارة مثلًا، وسوء المعاملة من المعلمين، وتقصير المدرسة في الأنشطة والمهارات المتنوعة واقتصارها على التلقين والامتحانات فقط، وكذلك تكدُّس وازدحام الفصول الدراسية كلها مؤثرات في عملية تحصيل الطلاب.
بالنسبة للمعلم فمن المهم أن يتم تأهيله وتدريبه على الطريقة الفعالة للتعامل مع الطلاب داخل القاعة الدراسية وخارجها، وذلك بعقد الدورات والاجتماعات الدورية للمتابعة من قِبل المتخصِّصين، إضافةً إلى تنظيم المدرسة لجدول المعلم بحيث كلما كانت هناك سعة في جدول حصصه أمكنه ذلك من متابعة نشاطات ومستويات وتحصيل طلابه بشكل جيد وتجهيز أنشطة ومهارات تعليمية مختلفة وعقد مسابقات ومجموعات عمل داخل الفصل ومتابعتها، وتعليم الطلاب أدوات دراسية جديدة كاستخدام الحاسب الآلي وقراءة الرسوم البيانية والتحليل والنقد ونحو ذلك.
الفكرة من كتاب اجعل ابنك يثق بنفسه
حين يُقدم المرء على اتخاذ قرار تكوين الأسرة بادئًا بالزواج ثم الإنجاب والتربية، عليه أن يعلم أنه مُقدِم على مسؤولية شريفة وأمانة عظيمة إن هو احتسب الأجر فيها وأعدَّ لها عدتها، فأن تكون مسؤولًا عن زوجة/ زوج ثم عن أبناء تمرُّون معًا بمراحل حياتية مختلفة وأحداث يومية متجدِّدة أمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة واحتساب، ويحتاج أيضًا إلى تزكية للنفس وتعلُّم ومحاولة اكتشاف ومعرفة نفس الآخر ويحتاج إلى فقه للواقع المعيش وطرق التعامل معه وإلى ترتيب لأولويات الحياة، فالتربية الحسنة تبدأ من قبل أن يأتي طفلك، تبدأ منذ اختيارك لشريك حياتك، ثم تتغيَّر صورها مع الوقت، واطمئن فلست وحدك، المدرسة معك، أسرتك الكبيرة معك والمسجد أيضًا وربما الإعلام، في نهاية الأمر تبقى البيوت غراسنا: زراعتنا.. عنايتنا.. بها تحدِّد وتسفر عن حصادها مع مرور الأيام، وحتى يبلغ بنا الكبر عتيًّا، نبرُّهم اليوم فيبروننا غدًا.
عن التربية والمراهقة، وعن البر والعقوق، وعن المؤسسات التربوية والقصص الواقعية والأمثلة الحياتية يتحدَّث هذا الكتاب.
مؤلف كتاب اجعل ابنك يثق بنفسه
خالد عبدالله الشمروخ: مواليد دولة الكويت عام 1967م ، حاصل على ثلاث شهادات أكاديمية: علم النفس التربوي من كلية التربية جامعة الكويت، ومحاسبة بكلية الدراسات التجارية بالكويت أيضًا، وعلوم عسكرية بالكلية العسكرية بالكويت، وهو ناشط إعلامي واجتماعي، وله برامج إذاعية وتلفزيونية، وكاتب في عدة صحف كويتية، له كتاب آخر بعنوان: “كيف تواجه الجمهور بثقة؟”.