موضوع الكتاب!
موضوع الكتاب!
خلق الله الإنسان كائنًا اجتماعيًّا بطبعه، يتأثَّر بمن حوله ويؤثِّرون فيه ويكتسب منهم أمورًا تتراكم مع خبراته وبالمثل، بل وقد يتبنَّى وجهة نظرهم الكبرى في الحياة أيضًا والخليط من كل ذلك ينتج لنا أناسًا لديهم ثقة بأنفسهم أو مهزوزين، فما هي الثقة بالنفس؟
يذكر الكاتب أنها مجموعة من المعتقدات أو الأفكار التي يرى بها الإنسان نفسه، وهي أيضًا تعبير عن تقييم الفرد لقدراته وشخصيته ومقدار تأثيره في الآخرين.
وبالتالي نستنتج من هذه التعريفات المجموعات المؤثرة في الثقة بشكل عام، وهي تعامل الفرد مع نفسه، وتعامل الفرد مع الآخرين، وتعامل الآخرين معه، والآخرون دوائر، فإما دائرة مقربة جدًّا ومهمة جدًّا، وبالتالي تأثيرها قوي جدًّا (كالأبوين والإخوة والمعلمين وبعض الأقارب)، ودائرة ثانية تليها في الأهمية، وهي دائرة الأقران غير المنافسين له، وأيضًا بعض الغرباء ومن يتكرَّر تعامله معهم، والدائرة الأخيرة، حسب تصنيف الكاتب، هي دائرة غير مهمة بالنسبة للطفل أيضًا وغير محببة له، وهي دائرة التنافس من إخوة أو أقران أو أقارب.
وبما أن دائرة الأسرة جاءت في المقام الأول من حيث الأهمية والتأثير، فينبغي بالتالي للوالدين فهم وبذل مجهود أكبر في تنمية ثقة الطفل بنفسه، وهي بالمناسبة تولد معه منذ الولادة، فيولد بنظرة إيجابية عالية للذات تقوِّمها الخبرات والمواقف والتربية أو تقوِّضها، فالبيئة والقدوة التي يتعامل معها الطفل مهمة جدًّا من عدة نواحٍ، من ناحية اكتشاف هذه البيئة لمواهبه وقدراته، وبالتالي العمل على تنميتها، ما يزيد من معدل الثقة في النفس، أيضًا من ناحية إكسابه وتعليمه مهارات حياتية ولو بسيطة وصغيرة كالعناية والنظافة الشخصية مثلًا، وكذلك من ناحية الثناء والمدح ومعاملته كفرد مستقل لا يُقارن بأحد ولو كانوا إخوته، فيُأخذ رأيه، ويُصوَّب خطؤه، وتُذكَر له أسباب الرفض، وتُوكل إليه أمور تناسب قدراته ومهاراته وتنمِّيها، ويُتجاوَز عن إخفاقه أو فشله ويقوَّم، ويعُلَّم كيف يستفيد من أخطائه، ويُتغاضى عن بعضها، وفوق كل هذا يمنح الحب غير المشروط بأيٍّ مما سبق!
الفكرة من كتاب اجعل ابنك يثق بنفسه
حين يُقدم المرء على اتخاذ قرار تكوين الأسرة بادئًا بالزواج ثم الإنجاب والتربية، عليه أن يعلم أنه مُقدِم على مسؤولية شريفة وأمانة عظيمة إن هو احتسب الأجر فيها وأعدَّ لها عدتها، فأن تكون مسؤولًا عن زوجة/ زوج ثم عن أبناء تمرُّون معًا بمراحل حياتية مختلفة وأحداث يومية متجدِّدة أمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة واحتساب، ويحتاج أيضًا إلى تزكية للنفس وتعلُّم ومحاولة اكتشاف ومعرفة نفس الآخر ويحتاج إلى فقه للواقع المعيش وطرق التعامل معه وإلى ترتيب لأولويات الحياة، فالتربية الحسنة تبدأ من قبل أن يأتي طفلك، تبدأ منذ اختيارك لشريك حياتك، ثم تتغيَّر صورها مع الوقت، واطمئن فلست وحدك، المدرسة معك، أسرتك الكبيرة معك والمسجد أيضًا وربما الإعلام، في نهاية الأمر تبقى البيوت غراسنا: زراعتنا.. عنايتنا.. بها تحدِّد وتسفر عن حصادها مع مرور الأيام، وحتى يبلغ بنا الكبر عتيًّا، نبرُّهم اليوم فيبروننا غدًا.
عن التربية والمراهقة، وعن البر والعقوق، وعن المؤسسات التربوية والقصص الواقعية والأمثلة الحياتية يتحدَّث هذا الكتاب.
مؤلف كتاب اجعل ابنك يثق بنفسه
خالد عبدالله الشمروخ: مواليد دولة الكويت عام 1967م ، حاصل على ثلاث شهادات أكاديمية: علم النفس التربوي من كلية التربية جامعة الكويت، ومحاسبة بكلية الدراسات التجارية بالكويت أيضًا، وعلوم عسكرية بالكلية العسكرية بالكويت، وهو ناشط إعلامي واجتماعي، وله برامج إذاعية وتلفزيونية، وكاتب في عدة صحف كويتية، له كتاب آخر بعنوان: “كيف تواجه الجمهور بثقة؟”.