كيف تكسب قلوب الناس؟
كيف تكسب قلوب الناس؟
كسب قلوب الناس ومحبتهم هو فن له مهاراته وأساليبه، والقلوب لا تُكسب بالمال أو السلطة والجاه، وإنما تُكسب القلوب بالأخلاق الطيبة وحسن المعشر والابتسامة والتغاضي عن الأخطاء والوقوف معها في مصائبها، والنفوس تتشابه في كثير من الطباع وتختلف في طباع أخرى، لذا عليك أن تراعي هذا، فاحرص على موافقة طباع من تجالسه وتعامل معه بما يصلح له، فكل شخص له أسلوبه الخاص، فهناك أسلوب يتماشى مع شخص قد لا يتماشى مع آخر، فإن استطعت أن تحدِّد الأسلوب المناسب فبهذا تكون ملكت مهارة التعامل مع هذا الشخص، فإذا علمت الزوجة أن زوجها يحب المزاح فلتمازحه، لذا عليك أن تستخدم هذه القاعدة مع الجميع.
فلقد كان النبي (ﷺ) يراعي هذا التعامل مع زوجته، فقد كانت عائشة تحب المزاح والملاطفة، فذهب معها مرة في سفر ما، وحينها كانت صغيرة السن فطلب الرسول (ﷺ) من القوم أن يتقدَّموا، وسابقها فسبقته، وبعدما كبرت وزاد وزنها خرجوا في السفر، طلب الرسول (ﷺ) من القوم أن يتقدَّموا، وعرض عليها التسابق مرة أخرى فسابقها وفاز عليها فجعل يمازحها يقول: هذه بتلك، بينما كان يتعامل مع خديجة معاملة أخرى فقد كانت تكبره في السن، ولم يقتصر الأمر على الزوجات فقط، وإنما كان مع الصحابة (رضوان الله عليهم) أيضًا.
ولا تقلِّل من قدر اللقاء الأول، فهو يترك 70% من الصورة عنك، فاحرص أن يكون في لطف وحسن معاملة، فلا تقلِّل من قدر اللقاء الأول، فكان رسول الله (ﷺ) يحرص على استقبال وفود القادمين فى الإسلام بالابتسامة والترحيب والاهتمام، وأضف إلى تلك الصفات صفة التواضع، فما زاد الله عبدًا بالتواضع إلا عزًّا، والأخلاق رزق من الله (عز وجل)، فمن لم يرزقه الله بالحسن فى هذا الرزق ويصعب عليك معاشرته فلا بأس بتركه، ومن أصعب العيوب على قلوب الناس البخل، فقال رسول الله (ﷺ): “وأي داء أدوأُ من البخل؟!”، فلكسب القلوب عليك بالكرم، وحين وجد رسول الله في بيته لبنًا والناس في حالة جوع وفقر أعطى أهل الصفة أولًا، ثم أبا هريرة ثم شرب هو ما بقي.
الفكرة من كتاب استمتع بحياتك
كم من أناس محبوبين يفرح الناس بلقائهم، فكيف يمكن لرجل أن يحبه أهله ويحترمه أصدقاؤه والأطفال يعتبرونه قدوة، ولماذا إذا تكلم أحدنا لم يهتم الناس لكلامه وتكثر الأحاديث الجانبية؟ وفي حين تكلم آخر ينصت الجميع على الرغم من أن الأول قد يكون أكثر علمًا منه؟
الفرق هنا في المهارات وفن التعامل والتميز في الإلقاء، دعونا في هذا الكتاب نلقِ نظرة على من وصف الله (عز وجل) خُلقه فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ لندرس فنون الحياة في المدرسة المحمدية (صلى الله على محمد).
مؤلف كتاب استمتع بحياتك
محمد عبدالرحمن العريفي: هو داعية إسلامي سعودي حاصل على دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وأستاذ مساعد في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض.
وله العديد من المؤلفات مثل: كتاب “ضع بصمتك”، وكتاب “المفيد في تقريب أحكام المسافر”، وكتاب “عاشق في غرفة العمليات”.