الشخصية والزواج
الشخصية والزواج
هناك شخصيات لا تصلح للزواج، وإذا تزوَّجت تكون حياتها الزوجية مُهدَّدة بالطلاق، هي شخصيات من الصعب الحياة معها، صنَّفها الطب النفسي وأعطاها أسماء وحدَّد لهم سمات، يمثلها أشخاص موجودون حولنا، يجعلون الحياة مليئة بالقلق والعذاب، خالية من الطمأنينة، ويذكر الكاتب أولى هذه الشخصيات، وهي الشخصية النرجسية التي لا ترى إلا نفسها، لا يحمل صاحبها أي مشاعر لأي إنسان، وإذا أعطى فمن أجل مصلحة، ولهذا لا يوجد حوله أصدقاء ولا أحباء دائمون، وكل هذا يجعل الحياة الزوجية معه صعبة، فهو لا يستطيع أن يُحِب، وبالتالي فهو لا يُحَب، فتصبح حياة بلا مودة، لا يحتملها بعض الناس، فتنتهي هذه الحياة بالطلاق، وثاني هذه الشخصيات هي الشخصية الاضطهادية؛ كل الناس في نظر هذه الشخصية سيئون، مهما أظهر الآخرون حسن نواياهم، فيتحول بسهولة إلى شخص عدواني يؤذي إذا أتيحت له الفرصة، وقد يظهر العدوان في صور متعددة كالنقد والسخرية من الآخرين، فنجد أن الزوج الاضطهادي علاقته بزوجته مضطربة لسوء ظنه، وغيرته، وتقليله من شأنها، والأمر نفسه في علاقته بأبنائه، إذن الحياة الزوجية للإنسان الاضطهادي رجلًا كان أو امرأة حياة فاشلة.
وأيضًا تُعدُّ الشخصية الهستيرية من الشخصيات الصعبة، التي يُسبِّب التعامل معها إزعاجًا وتوترًا، فهي شخصية غير واعية بسلوكها، لا تُبالي بمشاعر الآخرين، كل ما يهمها ذاتها وراحتها، وأيضًا الكذب من أهم سماتها، وهي شخصية حادة المزاج، تنفجر غضبًا لأتفه الأسباب، وتتفوَّه بأقبح الألفاظ، ولذا فحياتها الزوجية فاشلة بكل تأكيد، وأصعب هذه الشخصيات هي الشخصية السيكوباتية، وتجتمع فيها كل المعاني السيئة، كالحقد والأنانية، والعدوانية، وهناك سيكوباتي عدواني ينكشف أمره بكل سهولة، فيتحاشاه الناس أو يقاتلونه، أما السيكوباتي الذكي فهو الأخطر لأن شره لا يُرى، لا قلب لديه ولا عواطف، يخون أصدق صديق، ولذا فهو صاحب أسرة فاشلة، فهو أب فاشل أو أم فاشلة، ولا يتحمَّل أي مسؤولية كزوج أو كأب أو كأم.
وهذه الشخصيات المضطربة هي أحد أسباب خلق زواج تعيس؛ يُعاني فيه أحد الطرفين، أو يعاني الطرفان معًا، وصاحب الشخصية المضطربة هو الجاني دون أن يعرف، والطرف الآخر هو الضحية دون أن يعرف أيضًا، وفترة الخطوبة وحتى الأيام الأولى من الزواج لا تكون كافية لاكتشاف هذه الشخصية، لكن لا تستطيع هذه الشخصية أن تستمر في لعب هذا الدور، فتبدو كما هي لا كما يحبها الطرف الآخر أن تكون.
الفكرة من كتاب الطلاق ليس حلًّا
الله (عز وجل) أعلم بعباده منهم، فهو خالقهم، وأعلم بطباعهم وأحوالهم، فأبغض الله الطلاق، لما يعلم ما قد يُحدثه الطلاق من تأثير سيئ في حياة عباده.
ويعدُّ هذا الكتاب دعوة للتأنِّي والصبر ومعالجة المشاكل العائلية، دون الحاجة للجوء إلى الطلاق، لما قد يسبِّبه من مشاكل نفسية واجتماعية عديدة للأزواج والأطفال، ويلقي الضوء في الوقت ذاته على الأسباب الأولى التي صنعت أشخاصًا غير صالحين للزواج، وما هي شخصيات هؤلاء التي من الصعب الحياة معهم، ويوضح سبب تحمُّل أحد الأطراف أعباء هذه العلاقة وحده، ثم ينهي الكاتب بكلامه بصفات الزوج الناجح والزوجة الناجحة.
مؤلف كتاب الطلاق ليس حلًّا
عادل صادق: طبيب نفسي، وحاصل على جائزة الدولة في تبسيط العلوم، ومؤلف كثير من الكتب في علم النفس، من أهمها:
روعة الزواج.
مباريات سيكولوجية.
الألم النفسي والعضوي.
في بيتنا مريض نفسي.
الزوج أوَّل من يشكو.
حب بلا زواج، وزواج بلا حب.