الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي
يُعرِّف الباحث هونيويل روس الذكاء الاجتماعي أنه “حصيلة مجموع الوعي النفسي والاجتماعي والمعتقدات الاجتماعية والمواقف المتطوِّرة والقدرات والإرادة لإدارة التغيير الاجتماعي المُعقَّد”، وأيضًا هو القدرة على التفاوض الفعَّال في مختلف العلاقات الاجتماعية، ويحتاج إلى صبر وعمل ومجاملة حتى يستطيع الخروج من المواقف الحياتية المحرجة المختلفة، ويحتاج إلى شخص يتصرَّف بحكمة لإقناع الناس والتكيف معهم، كما أن صاحب الذكاء الاجتماعي العالي لا يختلف عن الأقل منه إلا في أنهما يمتلكان مواقف ورغبات مختلفة، فهو وسيلة يستخدمها الشخص بعد قدرته على فهم البيئة من حوله كي يحقق أهدافه أو مصالحه، وهناك خيط رفيع بين الذكاء الاجتماعي والكذب، لذا يجب الحرص على استخدامه بشكل سليم، ويمكن قياس حاصل الذكاء الاجتماعي من خلال اختبار معدل الذكاء بمتوسط 100، ويختلف عن مقياس الذكاء أنه ليس له نموذج ثابت، بل هو عبارة عن تراكم مهارات ومعالجة معلومات مع التوازن في التكيف مع البيئة.
وزيادة قوة الذكاء الاجتماعي عند الإنسان تعود إلى التنشئة والظروف الاجتماعية المعقدة، وهناك فارق بين معدل الذكاء والذكاء الاجتماعي للإنسان، فكونك ذكيًّا لا يعني بالضرورة أنك ذكي اجتماعيًّا، فعلى سبيل المثال: المصابون بالتوحُّد قد يكون معدل ذكائهم مرتفعًا جدًّا لكنهم يفتقرون إلى الذكاء الاجتماعي، كما يشير بعض العلماء أن حقيقة الإنسان تعود إلى قوة ذكائه الاجتماعي وليس معدل ذكائه، كما أشار العلماء إلى أن هناك رابطًا وثيقًا بين الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي والمعرفة، وأشار العالم جولمان أن الذكاء الاجتماعي هو الوعي الاجتماعي، ويشمل هذا التعاطف والمعرفة الاجتماعية، وأيضًا أن العلاقات الاجتماعية لها تأثير فيزيائي في صحتنا بشكل مباشر، مثل تأثير الحزن والاكتئاب، ويؤثر بالتالي في تدفق الدم أو التنفس، ما يقلِّل قوة المناعة، وأكد الباحث التربوي ريموند أن تقوية الذكاء الاجتماعي تزداد بتوافر التفاعل الاجتماعي للأطفال، وهي -للأسف- بشكل طبيعي لا تتوافر في وسط المدرسة، ما يقلل تقوية الذكاء الاجتماعي عند أبنائنا، بل يعتمد منهج المدرسة على التركيز على بعض المهارات الفردية للطفل.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل الاجتماعي (أسس، مفاهيم وقيم)
تخيَّل أنك استيقظت يومًا فوجدت نفسك في غابة وحيدًا، لا يوجد سوى حيوانات من حولك، وأنت تريد سؤالهم أسئلة كثيرة مثل: ماذا أفعل هنا؟ هل يوجد غيري هنا؟ وهكذا، وإن لم يجيبوك ستُصاب بالإحباط أو الجنون؛ فلا توجد لغة تواصل مشتركة بينكم، هذا ما يحدث لكثيرٍ من البشر حولنا؛ لا يعرفون كيف يتواصلون مع غيرهم، بفارق وجود لغة مشتركة بيننا وبينهم، لكن التواصل الفعال غير مؤهل لديهم، ويعد التواصل الفعال بين البشر إحدى المهارات الشخصية المُكتسبة منذ الصغر، والتي يجب تطويرها وبناؤها تربويًّا بشكل نموذجي من خلال الأسرة والمدرسة، ويعرض لنا الكاتب في فصول متنوعة مهارات التواصل الاجتماعي، وأسباب اضطرابها عند البعض، وأثر التنشئة الاجتماعية في الفرد.
مؤلف كتاب مهارات التواصل الاجتماعي (أسس، مفاهيم وقيم)
صالح العلي: أستاذ الاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة دمشق سابقًا، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت حاليًّا، وحاصل على درجة الأستاذية من الجهتين، له تقريبًا 39 بحثًا علميًّا محكمًا في مجالات الفقه الإسلامي والاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية، ومشرف ومناقش لأكثر من 300 رسالة علمية، ومحكِّم لأكثر من 250 بحثًا في مجلات علمية محكمة محلية ودولية.
وله عدة مؤلفات منها: “طرائق تدريس التربية الإسلامية”، و”المؤسَّسات المالية الإسلامية”، و”أصول التدريس في الفكر التربوي الإسلامي- دراسة تأصيلية تحليلية”.