المؤسسات الاجتماعية
المؤسسات الاجتماعية
التنشئة الاجتماعية كما ذكرها الكاتب هي: “أهم العمليات التي يستطيع بها المولد البشري المزود بإمكانيات سلوكية فطرية أن يتطوَّر وينمو نفسيًّا واجتماعيًّا بحيث يصبح شخصية اجتماعية تعمل وفقًا لأحكام جماعته ومعايير ثقافتها”، والتنشئة الاجتماعية المقصودة تتم من خلال المؤسسات الاجتماعية الرئيسة، وأولها الأسرة، وهي من أهم وسائل التنشئة الاجتماعية، ويتعلم من خلالها الأبناء اللغة والسلوك والثقافة المجتمعية، ويحكمها إطار ثقافة المجتمع المحيط بها، وكلما ساد جو الأسرة الحب والتماسك بين الوالدين نما الأبناء بشخصية سوية نفسيًّا وسلوكيًّا دون انحراف، لأنها بذلك تُهيئ لهم جوًّا صحيًّا مناسبًا لنمو اجتماعي سليم، وفيه إشباع لحاجتهم الاجتماعية والنفسية، كما تسهم الأسرة في تكوين قيم الفرد وأخلاقه المجتمعية، على عكس الأسر المضطربة نفسيًّا ويسودها جو من القلق العام، ما يؤثر في نمو الأبناء بشكل صحي سليم، وثانيها المدرسة؛ فتعليم المدرسة تنشئة مقصودة له أهداف محددة وأساليب تعليمية ومنهج لتربية الأفراد بطريقة محددة، كما أنها متمِّمة للتنشئة داخل الأسرة، بسبب التعامل مع مختلف الأنشطة الاجتماعية داخل المدرسة، والتأثر بالمعلمين والأصدقاء بمختلف أنواعهم، أما النوع الآخر من التنشئة الاجتماعية وهو غير المقصود فيتم من خلال وسائل الإعلام المتنوِّعة والمسجد وغيرها، وتسهم في عملية التنشئة بطريقة ما مختلفة.
ولكي تتم التنشئة الاجتماعية بنجاح فلها عدة شروط، ومنها: أن يولد الطفل في مجتمع له معايير وقيم، والميراث البيولوجي السليم لكي يُسهم في توريث صفات سليمة، وتوافر الطبيعة الإنسانية في المجتمع المحيط بالطفل، وعلينا أيضًا أن نتجنَّب أخطاء التنشئة التي تقع فيها كثير من الأسر، ومنها: إهمال الأهل الاهتمام بطفولة أبنائهم، والتسلُّط بآرائهم على رغبات الطفل، والسخرية والتحقير من سلوكيات الطفل، والقسوة والضرب البدني، والتدليل المفرط، وإهمال الأهل رعاية أبنائهم، ما يفقدهم الشعور بالأمان والحنان، والتذبذب من الوالدين في الاتفاق على أسلوب تربوي للأبناء، والتفضيل بين الأبناء، وحرمان الطفل المادي والمعنوي، والإفراط في مدح الطفل، ما يدفعه إلى اكتساب صفات سيئة منها: الاتكالية والغرور المُفرط، والحماية الزائدة، ما يجعل الطفل ضعيفًا ومنطوي الشخصية.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل الاجتماعي (أسس، مفاهيم وقيم)
تخيَّل أنك استيقظت يومًا فوجدت نفسك في غابة وحيدًا، لا يوجد سوى حيوانات من حولك، وأنت تريد سؤالهم أسئلة كثيرة مثل: ماذا أفعل هنا؟ هل يوجد غيري هنا؟ وهكذا، وإن لم يجيبوك ستُصاب بالإحباط أو الجنون؛ فلا توجد لغة تواصل مشتركة بينكم، هذا ما يحدث لكثيرٍ من البشر حولنا؛ لا يعرفون كيف يتواصلون مع غيرهم، بفارق وجود لغة مشتركة بيننا وبينهم، لكن التواصل الفعال غير مؤهل لديهم، ويعد التواصل الفعال بين البشر إحدى المهارات الشخصية المُكتسبة منذ الصغر، والتي يجب تطويرها وبناؤها تربويًّا بشكل نموذجي من خلال الأسرة والمدرسة، ويعرض لنا الكاتب في فصول متنوعة مهارات التواصل الاجتماعي، وأسباب اضطرابها عند البعض، وأثر التنشئة الاجتماعية في الفرد.
مؤلف كتاب مهارات التواصل الاجتماعي (أسس، مفاهيم وقيم)
صالح العلي: أستاذ الاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة دمشق سابقًا، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت حاليًّا، وحاصل على درجة الأستاذية من الجهتين، له تقريبًا 39 بحثًا علميًّا محكمًا في مجالات الفقه الإسلامي والاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية، ومشرف ومناقش لأكثر من 300 رسالة علمية، ومحكِّم لأكثر من 250 بحثًا في مجلات علمية محكمة محلية ودولية.
وله عدة مؤلفات منها: “طرائق تدريس التربية الإسلامية”، و”المؤسَّسات المالية الإسلامية”، و”أصول التدريس في الفكر التربوي الإسلامي- دراسة تأصيلية تحليلية”.