دور المجتمع
دور المجتمع
وبما أن صناعة الألعاب الإلكترونية تقوم عليها استثماراتٌ ضخمة وتنافسية في العالم، وبما أنها تستخدم كوسيلةٍ ثقافية مؤثرة ويمتد تأثيرها في المجتمع كله؛ فلعلَّنا نهتمُّ بصناعتها حتى ندخل سوق المنافسة الدولية بألعاب تجمع المتعة والفائدة، وحريٌّ بحكوماتنا أن تجعل لها أجهزة رقابية تتابعها وتُقيمها وتحجب ما يضر منها، وتعطي الآباء والمربين إرشاداتٍ تعينهم، وأن تُعَد فيها تصنيفات للألعاب تُحاكي التصنيفات الدولية مثل تصنيف البرمجيات الترفيهية الأمريكي Entertainment Software Rating Board (ESRB) الذي يُصنَّف بحسب الأعمار، ونظام الرقابة الأوروبي على الألعاب Pan European Game Information (PEGI) الذي يُصنَّف بناء على العمر والمحتوى، وينبغي أن يكون في تصنيفنا جانب ينتبه للمخاطر العقدية والأخلاقية والنفسية.
ولعلَّها أيضًا تخصِّص مراكز علاجية أو أقسامًا في مراكز الصحة النفسية لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية والمشكلات المرتبطة بها، وتُدرَج الألعاب التعليمية كمكون أساسي في المناهج الدراسية يمنح الطلاب فرصة لتنمية الإبداع، مع تدريب المعلمين على استعمالها وتوجيه الطلاب لاستخدامها بما يزيد تحصيلهم الدراسي ويُجنِّبهم أضرارها، وربما نستحدث أقسامًا أكاديمية جديدة أو دبلومات متخصصةٍ أو مراكز تدريبية فيما يتعلَّق بالألعاب لنحسن استثمارها، وجوائز ومكافآت تشجِّع على صناعة ألعاب توافق قيمنا وثقافتنا وعاداتنا.
وكما تحمل بعض الألعاب الإلكترونية تعظيمًا لعقائد وديانات أخرى، يمكننا أن نستعملها كأسلوب دعوي إسلامي إذا امتلكنا الأدوات التقنية اللازمة، وربما يكون هذا سببًا في وصول الإسلام إلى كثيرٍ من النشء حول العالم مع الترجمة، ويتعاون في ذلك خبراء التقنية والتربويون وكتاب السيناريو وعلماء الشريعة، وغيرهم لبناء ألعاب جذابة ومشوِّقة ونافعة في آن واحد، وتصلح أيضًا الجهود الفردية ممن يملكون الأدوات، ومن الأفكار التي يمكن العمل عليها ألعاب تأخذنا في جولاتٍ نتأمَّل فيها بديع صنع الله في الكون: في الكواكب أو المحيطات أو في جسم الإنسان وغيرها.
الفكرة من كتاب ظاهرة الألعاب الإلكترونية وهوية النشء المسلم
ظاهرة الألعاب الإلكترونية هي ظاهرة واسعة الانتشار في عالمنا المعاصر، تؤثر في مجتمعاتنا وأبنائنا عقديًّا وأخلاقيًّا وتربويًّا وصحيًّا واقتصاديًّا، فما خصائص صناعتها وانتشارها؟ وكيف تؤثر في النشء المسلم؟ وما الذي يسعنا فعله للانتفاع بها واجتناب مضارها؟ هذا ما سنعرفه مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب ظاهرة الألعاب الإلكترونية وهوية النشء المسلم
الهيثم زعفان: باحث وكاتب مصري، وقد حصل على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية عام 1998م، ثم حصل على الماجستير في التخطيط الاجتماعي من جامعة الأزهر عام 2004م، ثم نال الدكتوراه في التخطيط الاجتماعي من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 2010م.
عمل مع العديد من المراكز البحثية الكبرى في الوطن العربي، منها: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمركز الدولي للدراسات والأبحاث بجدة والمختصُّ بالعمل الخيري.
ومن كتبه: “المخاطر العقدية في قنوات الأطفال العربية”، و”المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية”.