كوني سبب سعادتي أو عقدتي
كوني سبب سعادتي أو عقدتي
يؤكد علماء النفس أن معظم العقد النفسية ترجع إلى مرحلة الطفولة وخصوصًا أول خمس سنوات من عمر المرء، وأيضًا ترجع بعض العقد إلى بعض الأساليب التربوية الخاطئة، فالعقدة قد تتكون نتيجة لحرمان الرضيع من حق الاحتضان والرضاعة الطبيعية، وإبعاده عن نبض القلب الذي كان يعرفه من خلال وجوده في رحمها، فتتولد لديه عقدة وإحساس بالظلم والعدوان على حق من حقوقه، وحتى تجنب الأم طفلها هذه العقدة يجب عليها احتضانه وحمله عند إرضاعه صناعيًّا كما كانت تفعل في أثناء الرضاعة الطبيعية.
وقد تتكون عقدة نفسية عند الأطفال الذين غابت عنهم أمهاتهم، لذلك يجب في حالات غياب الأمهات البحث عن أم بديلة كالمرضعات قديمًا، وقد يصاب الطفل بعقدة أخرى نتيجة استخدام بعض الأمهات الصراخ والضرب لتعليم الطفل تنظيم عملية الإخراج، فيدرك الصغير أن التنظيم مهم للبعد عن الأذى أو تجنبه، فعندما يكبر هذا الطفل يُصاب بالوسواس القهري، ويصبح أسيرًا لنظام معين إذا اختل فإنه يُصاب بحالة من التوتر والعصبية، وهناك آباء وأمهات إذا أرادوا معاقبة أطفالهم أو المزح معهم فإنهم يضربونهم أو يخبطونهم على المؤخرة، فيعتقد الطفل أن هذه المنطقة إما أن تكون مصدرًا للسعادة أو للشقاء، وهؤلاء الأطفال يتعرضون للإصابة بالمثلية الجنسية عند الكبر، ومن هنا يُنصح الآباء أن يبتعدوا تمامًا عن هذه المنطقة إذا أرادوا أن يشب أطفالهم أسوياء.
ويبدأ الأبناء الاهتمام بالجنس الآخر في سن 15 إلى 18 سنة، وتجدهم يهتمون أيضًا بسماع الموسيقى الرومانسية، وقراءة القصص العاطفية، ويستغرقون في أحلام اليقطة، وتقابل أغلب الأسر هذا الاهتمام بردود أفعال عنيفة، وقد يتم حرمان الفتيات أو الفتيان من المعاملة العادية البسيطة مع الجنس الآخر، حتى في إطار الأسرة، وهنا تكون الأسرة قد وقعت في خطأ فادح، كذلك إذا حدث تساهل وإفراط في ترك الأبناء على حريتهم دون ضبط، ويصبح كل هم هؤلاء الشباب إقامة علاقات متعددة مع الجنس الآخر، لذلك يجب أن تكون العلاقة بالجنس الآخر تحت رقابة الأسر، مع توعية الأبناء بالسلوك السليم، وتكثيف تعاليم الدين، وبشكل عام يظهر الاضطراب النفسي عند الأطفال في الحركة الزائدة، أو في شكل حركات خاصة مثل مص الأصابع وقرض الأظافر.
الفكرة من كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
الأم بالنسبة إلى طفلها الحب الأول والأخير، وعالمه الذي يستمد سعادته وحياته منه، لذلك أيتها الأم يجب أن تكوني سببًا لسعادته لا سبب عقدته، وأن تُعالجي الأمور بابتسامة هادئة ورؤية تربوية عاقلة وأن تُلبي له احتياجاته.
فيأخذ هذا الكتاب الأم في جولة عبر الأمومة، ويساعدها على فهم دورها، وكيفية التصرف في أبرز المواقف التي تتعرض لها، وما يجب فعله وما لا يجب، للوصول إلى بر الأمان دون أي عقد نفسية.
وبعد، لتعلمي أيتها الأم أن الأمومة ليست سلطة مطلقة إنما هي متعة كبيرة، ومهمة عظيمة لا ينجح فيها إلا من يحبها، ويبذل الجهد في سبيل حسن تأديتها.
مؤلف كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
أسماء محفوظ: ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبَّان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية، وإحدى الداعيات لمظاهرات 25 يناير، لها مؤلفات عدة، منها:
المرأة النصف الأفضل.
أمي.. أريد أن أتعلم ولكن.
المرأة التي لا ينساها الرجل.