أمي أنت عالمي
أمي أنت عالمي
من أهم مهام الأم وأصعبها في الوقت نفسه وضع القواعد السلوكية للأطفال؛ فالطفل سيقاوم كثيرًا ليؤكد استقلاله، وستحتاجين أنت إلى مزيد من الصبر، وأن تكرري حديثك مرات عدة، وفي النهاية سيؤدي حبه لك، ورغبته في الحصول على رضاك إلى أن يتقبل هذه القواعد، وستكونين بعد ذلك منهجه الذي سيوجهه خلال الحياة، ولكن ما الذي يمكن أن يفعله الوالدان لجعل الطفل راغبًا في طاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك التي وضعاها؟
ترى الاستشارية النفسية “فيرى والاس” ضرورة اتباع مجموعة من الخطوات مع الطفل، أولها: نقل القواعد إلى الطفل بشكل إيجابي، وذلك عن طريق جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلًا من “كن جيدًا”، أو “حسن سلوكك ولا تلق الكتب”، قولي: “الكتب مكانها الرف”، وأيضًا اشرحي له قواعدك، فإلقاء الأوامر طوال اليوم يصنع من الطفل شخصًا مقاومًا، ولكن عندما تعطيه سببًا منطقيًّا لتعاونه معك مثلًا، فإنه سيكون أكثر تعاونًا، فبدلًا من أن تقولي للطفل: “اجمع ألعابك”، قولي: “يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإلا ستضيع الأجزاء أو تتكسر”، وإذا رفض الطفل فقولي: “هيا لنجمعها معًا”، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها مع الطفل هي التعليق على سلوكه، لا على شخصيته؛ أكدي للطفل أن غير المقبول هو فعله وليس هو، فقولي: “هذا فعل غير مقبول”، ولا تقولي مثلًا: “ماذا حدث لك؟”، فلا تصفيه بالغباء أو الكسل، فهذا يجرحه، ويظل يسعى وراء هذه الصفات لكي يحققها فيه.
وأيضًا من المهم الاعتراف برغبات الطفل، فمن الطبيعي أن يتمنى طفلك أن يمتلك كل اللعب في المحل، وبدلًا من زجره ووصفه بالطماع، قولي له: “أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، ولكن اختر لعبة الآن، وأخرى للمرة القادمة”، واستمعي دائمًا لطفلك، فمن الممكن أن يكون لديه سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك، وحاولي الوصول إلى مشاعره، فإذا تعامل مثلًا بسوء أدب، حاولي أن تعرفي ما السبب الذي دفعه لذلك، ووجهي الحديث إلى مشاعره، وأيضًا تجنبي التهديد والرشوة؛ فالتهديد المستمر للحصول على الطاعة، يُعلّم الطفل أن يتجاهلك عندما تهدديه، ويتعلّم في ما بعد ألا ينصت لك، أما عندما يطيعك فقبليه أو امتدحي سلوكه.
الفكرة من كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
الأم بالنسبة إلى طفلها الحب الأول والأخير، وعالمه الذي يستمد سعادته وحياته منه، لذلك أيتها الأم يجب أن تكوني سببًا لسعادته لا سبب عقدته، وأن تُعالجي الأمور بابتسامة هادئة ورؤية تربوية عاقلة وأن تُلبي له احتياجاته.
فيأخذ هذا الكتاب الأم في جولة عبر الأمومة، ويساعدها على فهم دورها، وكيفية التصرف في أبرز المواقف التي تتعرض لها، وما يجب فعله وما لا يجب، للوصول إلى بر الأمان دون أي عقد نفسية.
وبعد، لتعلمي أيتها الأم أن الأمومة ليست سلطة مطلقة إنما هي متعة كبيرة، ومهمة عظيمة لا ينجح فيها إلا من يحبها، ويبذل الجهد في سبيل حسن تأديتها.
مؤلف كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
أسماء محفوظ: ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبَّان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية، وإحدى الداعيات لمظاهرات 25 يناير، لها مؤلفات عدة، منها:
المرأة النصف الأفضل.
أمي.. أريد أن أتعلم ولكن.
المرأة التي لا ينساها الرجل.